لا شك أن جموع المصريين يفخرون أن لديهم مؤسسات إنتاجية وصروح كشركة الإسكندرية للبترول وابو قير للأسمدة وأموك وبتروبل وجابكو وعجيبة وهيئة البترول وغيرهم آلاف المؤسسات والشركات، ولا شك في أننا جميعاً عندما نكتب وننتقد فإن ذلك ليس من باب الحصول على منفعة كما يقول طارق الفولي، ولا شك أن المصلحة العليا هي الحاكم في كل أمر .
وبعيداً عن اتهامات الفولي والموظف الذي كان محبوساً في قضية مخدرات، فإن ما يهمنا في هذا المقام هو الكيميائي مدحت بهجت رئيس شركة الإسكندرية للبترول، والذي أراه ظُلم في واقعة حريق التنك، وسبب الظلم أن منظومة السلامة في معامل التكرير تحتاج الى إعادة نظر، وتحتاج الى تجديد دماء المعدات قبل تجديد دماء البشر، لأنه إذا ما فرضنا أن مدحت بهجت هو السبب في الحريق، فهل الحرائق التي حدثت قبل وبعد الإسكندرية للبترول رؤساء الشركات هم السبب فيها؟ ..لا أظن ذلك .
وبشيئ من المعقولية والإنصاف، لا يجب أن نحمل المسئول كامل المسئولية، فهناك آليات يجب توفيرها لتحقيق عوامل السلامة، وعندما تتوافر هذه الآليات ساعتها نستطيع أن نحاسب المسئول.
لقد كنا جميعاً شركاء في نقد ولوم مدحت بهجت، وكثيرون ساروا على الركب موجهين سهامهم اليه، لكن من يعيش ويتعايش داخل معامل التكرير المتقادمة بفعل الزمن، يدرك أن الامر اكبر بكثير من مدحت بهجت ومن كل مسئول يجلس على هذا الكرسي .
وربما جاء حريق بئر عسل التابع للشركة العامة، ليخفف من وطأة العيون المتجهة صوب الإسكندرية للبترول، وليؤكد أيضاً أن حوادث الصناعة المحفوفة بالمخاطر لا يجب وأن نحملها لشخص أياً كان، قدره الوحيد أنه تحمل المسئولية وأعتلى الكرسي ليكون على رأس المنظومة، وإذا كان من حساب، فيجب أن يطول الجميع، وليس البعض، فلا أظن ان هناك من هو بدون خطيئة، فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمي مدحت بهجت بحجر .
حفظ الله مصر وقطاع البترول من كل سوء، وليعلم الجميع أن ما يحدث من حرائق، يحدث مثله وأكثر في كل دول العالم .
