لا ينازعني في محبة المهندس محمد عبدالحافظ رئيس "سوميد"، سوى أولادي وأهل بيتي، لا لشيئ إلا تلك المحبة الخالصة لله وفي الله، فقد عرفته منذ سنوات ربما لا تكون بعيدة في عمر الزمن، غير أن المحبة الخالصة عندما تكمن في القلب لثواني فكأنها عاشت مئات السنين .
ويزخر قطاع البترول بالكثيرين من القيادات المحترمة والمخلصة والمحبة للناس وللوطن، وهؤلاء قريبون من القلب وفي العقل والوجدان، لكن محبة محمد عبدالحافظ ربما تختلف كثيراً، وهذا له أسبابه:
•في كل مرة كنت أكتب معارضاً أو ناقداً لشيئ في قطاع البترول، كان يبادر "والأمر لا يعنيه" باللوم والعتاب والتأكيد على ضرورة توجيه القلم صوب المشروعات الناجحة في قطاع البترول، وحتى الغير ناجحة بطريقة تصلح الإعجواج ولا تلقي باللوم، فأصبح لي أميناً عزيزاً يثدي النصيحة لله وحب في عبده الفقير .
•كثيراً ما قرب وجهات النظر بيني وبين قيادات كثيرة في القطاع هو يعرفهم، وهذا من باب حرصه على القطاع والقيادات، وعلى العبد لله، وكان يقول لي بالحرف الواحد: خليك جنب القطاع والوزير، فهو يبذل جهوداً كثيراً وتستحق إلقاء الضوء عليها .
•حرصه على الأماكن التي يتولاها، وقد عايشت معه فترة بتروجت عندما حمل رقبته على يديه والمأجورين ينادون في ميدان التحرير بإقالته ومحاكمته، وكان يردد: على جثتي بتروجت هي الأساس ولن أسمح بتخريبها .
•الإنجازات التي تمت في سوميد على يديه، وقد قولت سابقاً أن سوميد التي ولدت في عهد المهندس طارق الملا وعهد محمد عبدالحافظ، توازي سوميد الأولى التي ولدت منذ أربعين عاماً .
هذا قليل من كثيراً، غير أني لا أستطيع الإرسترسال في هذا المقام عن مشاعر فياضة تجاه أخ عزيز أكثر من ذلك، فكثرة الكلام تضيع بهجات الحروف، وتطفئ مديح من أحب لمن يحب، فيحمل الأمر على غير محمله .
لكن ولكل ما سبق وغيره لا ينازعني في حب محمد عبدالحافظ أحد، ويعلم الله أنني لم أقل هذا مدفوعاً بشيئ ولا طمعاً في شيئ إلا محبة لهذا الرجل، ويشهد بذلك كل الذين يعرفون هذا الرجل وحرصه على المال العام ومقدرات الوطن وعلى قطاع البترول وقياداته وزيراً وخفيراً .