صديقي المبدع دائماً أحمد الحلواني، كتب وأبدع وسطر:
الحروف الثمانية والعشرون للعربية التي أستخدمها أنا وأنت، هي نفسها التي استخدمها أنيس منصور ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي وجبران خليل جبران ونزار قباني ويحيى حقي وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل ومحمود درويش والعقاد وطه حسين والحكيم والمتنبي والجاحظ، لكن انظر ماذا فعلوا بها وماذا فعلنا نحن بها !
فالإبداع ليس مجرد التقاء بضعة حروف وفق نمط إملائي ونحوي معيّن فقط، إنما كذلك: خبرة وروح ومكابدة وملاحظة وملاحقة ومعايشة وتدقيق ورسالة ورغبة في التمايز والاختلاف، صلاة وفجور وتبتّل ووقاحة ومكاشفة وكتمان وبوح وخفاء وغربة وألفة ووصول وسقوط وارتقاء وانتكاس وجرأة وجبن وسيطرة وخنوع وموت وحياة !
الإبداع ما لم نكنه ونتمنى أن نكونه، ما فاتنا وما انتظرناه وما أملنا في وقوعه، ما مضى دون رغبتنا وما سيأتي دون حول منا ولا قوة، ما حلمنا به وعافرنا لنواله وفتحنا أعيننا على غيابه.
الإبداع.. إرادتنا الصغرى في مواجهة إرادة الحياة الطاغية، وصوتنا الذي رفعناه يومًا بجرأة ودون حساب للعواقب، فبقي بعد أن ابتلع الموت كل شيء!
الإبداع.. ذلك الشيئ الذي نعرفه بقولنا: نحن في أقوى حالاتنا وأضعفها وأكثرها طهارة وخسة وأقربها للمنطق وللجنون