من خواطر الدكتور محمود التطاوى: تأملت كثيرا في سورة يوسف بكل مافيها من احداث ومواقف وتشويق، واكتشفت ان اجمل وأعظم المعاني التي تدور حولها القصة في هذه الاية (وكذلك يجتبيك ربك) .." الحاسدون " ألقوه في الجُب..و " السماسرة " باعوه بثمن بخس..و "العاشقون " ألقوه في السجن..و" العقلاء " جعلوه وزيراً للمالية ..وأصحاب المصالح خططوا له وعليه..والمحتاجون رفعوه على العرش.
ولهذا، فلا القصر علامة الحب.. ولا السجن علامة الكره.. ولا الملك علامة الرضا..إنما الأمر كله (وكذلك يجتبيك ربك)..فطريق الاجتباء والولاية محفوف بالعناية الإلهية.. فقد أراد إخوة يوسف أن يقتلوه..فلم يَمُت ..ثم أرادوا أن يلتقطه بعض السيارة لَيُمْحَى أَثَرُه .. فارتفع شأنه ..ثم بِيْعَ ليكون مملوكاً .. فأصبح ملكا ..ثم أَرادوا أن يمحوا محبته من قلب أبيه .. فازدادت .
فلا تقلق من تدابير البشر .. فإرادة الله فوق كل إرادة ..وأحسن الظن بالله يحسن هو الظن بك ..قال تعالى ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون)