ندرك جميعاً أن كل داء وله دواء ، إلا الحماقة فإنها أعيت من يداويها ، ورغم ذلك نعتنقها ونتزوجها وتسكن فينا ونسكن فيها...وقد عرف المهندسون والكيميائيون والجيولوجيون والمحاسبون والإداريون والقانويون الأحمق ، بأنه الرجل الذي يُصدق على قرارات غيره دون أن يتفادى أخطائه ، وأنه من لايُعيد للناس حقوقهم ، وأنه من يتعمد تعطيل قرارات توصي بها الدولة لتعميم السلم العام ، وأنه من يُحيل موظفيه للتحقيق بسبب وبدون سبب من أجل التنكيل بهم وإضعافهم ، وأنه من يتجاهل الخبرات والناجحين ويصعد الفاشلين حتى يبقى هو على القمة ، وأنه من يُبقي على شلة من سبقه ليسيروا له الأمور ، وأنه من يدعي العمل طوال الوقت وفي النهاية إنجازاته صفر ، وأنه من ينتظر القدر حتى يحل له مشاكله ، وأنه من يستعين بمن يفصلون له لوائح وقوانين على مزاجه ، وأنه شخص دائم كسب العداوات حتى مع الوزير ورئيس الهيئة ، وأنه من يرفض التعاون مع زملاءه تكبراً وتعالياً وفجاجةً منه .
وقال عنه أيضاً المهندسين والكيميائيين والجيولوجيين والمحاسبين والإداريين والقانونيين ، بأنه كالحمار ، لكن فرقة منهم أختلفت عليه ، فقالوا أنه كصغير الحمار "حرحور"، ذلك الذي لم يكتمل نضجه حتى يصبح حمار كما وصفه توفيق الحكيم ، ولصلاح حاله يحتاج إلى فترة من التدريب حتى يصبح أشد ذكاءً لتفادي كل ماسبق.