لم يكن حب فايزة احمد ومحمد سلطان حب عادي، بل كان حباً مفعماً بالعشق الذي ظل يلازم الإثنين حتى بعد الفراق، لكن كانت اللحظة الأخيرة لفايزة احمد هي الدواء الذي شفى كل جروح سلطان رغم أنه كان دواء الفراق الأبدي.
عندما أصيبت بمرض السرطان، كان محمد سلطان خارج البلاد، فاستدعته فايزة لحاجتها الملحة في أن يكون الى جوارها، وما ان وصل واصطحبها في سيارته، واضعة رأسها على صدره، حتى فارقت الحياة .
قصة حب سلطان وفايزة كانت من أهم الثنائيات الفنية التي شهدتها الساحة الغنائية، ربطت بينهما قصة حب توجت بالزواج لتطلق ثنائياً فنياً قدم عشرات الأغاني الشهيرة.
قصتهما بدأت عندما التقيا بالصدفة في منزل فريد الأطرش وكانت فايزة أحمد وقتها في أوج شهرتها، بينما كان محمد سلطان عازف عود ومغن وملحن وممثل بسيط.
بعد لقائهما الأول بـ6 أشهر، التقيا بالمصادفة في مطعم فندق «دى روز» في شارع سليمان باشا، وكانت «فايزة» بصحبة صحفي من مجلة الكواكب، وتناولا الغداء، وأعطته رقم هاتفها.
وبعد مرور 6 أشهر أخرى على لقائهما الثاني، دعته فايزة إلى بيتها لسماع أغنية هان الود التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب وكانت ستذاع لأول مرة في التليفزيون، وبعدها خرجا سويا ليتناولا العشاء ثم طلبت منه أن يلحن أغنية لها.
أرادت «فايزة» مساعدته في أن يعتمد بالإذاعة وطلبت بنفسها رئيس قسم الموسيقي بالإذاعة وكان في ذلك الوقت، أحمد حسن الشجاعي، الموسيقار المعروف عنه التشدد، وحددت معه موعدا وبالفعل تم اعتماد سلطان في الإذاعة، وكان هذا هو بداية طريق شهرته.
المفاجأة كانت عندما طلبت فايزة الزواج من سلطان وهي تبكي أثناء وجوده معها في سيارتها، وعبرت له عن حزنها بسبب الشائعات حول وجود علاقة بينهما، ووافق سلطان على الفور.
تزوجت الفنانة فايزة أحمد من الملحن محمد سلطان، عام 1963 وتم عقد قرانهما في الشهر العقاري وشهد على العقد موظفين بالمصلحة وكان هو الزوج الثالث بعد نعامى السوري، والد ابنتها فريال، ومختار العابد، الذي أنجبت منه أكرم وأماني، وأنجبت فايزة من سلطان التوأم عمرو وطارق وأعلنا طلاقهما في 22 مايو 1981 بعد زواج استمر 17 عاما لكن عندما علم سلطان بمرض فايزة، بالسرطان، وقف بجانبها وأصر على العودة إليها ليكون آخر زوج لها وقد ماتت وهي على صدره.
وهي على فراش المرض غنت له فايزة احمد :أيوه تعبنى هواك وياك يا اللي ظلمت الحب معاك...أيوه تعبت تعبت تعبت ذى ما بتقول وتغيرت...إتغيرت من الحرمان مش بتحمل ذى زمان...أنا هتغير أنا هتغير إلا بحبك ذى زمان وأكثر أكثر أكثر بزمان ..يلى بتسأل عن أحوالى ..وبتستغرب على جرالى ..إتمنيتك تسأل عنى قبل بعادك ميغيرنى .
ويقال أنها غنت له رسالة من امرأة أيضاً
لا تدخلي.. لا
و سددت في وجهي الطريق بمرفقيك
وزعمت أن الرفاق أتو إليك..أهم الرفاق أتو إليك ؟ أم أن سيدة لديك..تحتل بعدي ساعديك ..و صرخت محتدما "قفي "
و الريح تمضغ معطفي لا تعتذر أبدا .. و لا تتأسف...أنا لست آسفة عليك ...لكن على قلبي الوفي...قلبي الذي لم تعرفِ...يا من على جسر الدموع تركتني...أنا لست أبكي منك .. بل أبكي عليك...ماذا لو أنك يا رفيق العمر قد أخبرتني أني انتهى أمري لديك.
