للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...وحياتهم رغم قسوتها لم يكونوا أكثر تعاسةً منا

كلمتين ونص...وحياتهم رغم قسوتها لم يكونوا أكثر تعاسةً منا

الكاتب : عثمان علام |

06:44 am 15/09/2018

| رئيس التحرير

| 1544


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

حقاً إن حياتنا تزخر بالآلام والسلبيات والعقبات..وليست الحياة مثالية للدرجة التي تجعلنا نفضل عصراً على عصر أخر أو اشخاص على أخرين..فحتى أولئك الذين كانوا يركبون الدابة ويفترشون الأرض..لم يكونوا تعساء أكثر منا نحن الذين نمتطي السيارات الفارهة ونفترش الحرير ونقطع أطول المسافات في دقائق معدودة..لكن المعاناة قد تكون فى جملتها ليست إلا النفايات الضرورية التى يلفظها البناء الضخم في شموخه..وإنها يجب ألا تعمينا عن العظمة فى تولدها وإمتدادها وارتفاعها إلى عنان السماء. 

وقد تكون تلك العظمة وأنت تشاهد أبناءك يكبرون أمام عينيك رغم معاناتك في تربيتهم وتعليمهم وغرس القيم فيهم..وقد تكون في رد الظلم عن مظلوم..وقد تكون في مشاركة فعالة لصالح أمر ما..وقد تكون في قولة حق..وقد تكون في تنظيفك للشارع..فملابسك عندما تتسخ.. تذكر أنك تبعد التراب عن بقيتها وعن غيرك أيضاً..لقد عانى كل الرسل والأنبياء..بل وكل العظماء وعلى مر العصور..لكنهم أعتبروا معاناتهم هي ذلك الوقود الذي تلتهمه النار لتضيئ الطريق لهم ولغيرهم.

وفي إحدى روايات نجيب محفوظ قال: هل عرفنا ما كان يعانيه ساكن الحارة فى القاهرة عندما كان صلاح الدين يحقق إنتصاره الحاسم على الصليبيين؟ وهل تخيلنا آلام أهل القرى عندما كان محمد علي يكون إمبراطورية مصرية؟وهل تصورنا عصر النبوة فى حياته اليومية والدعوة الجديدة تفرق بين الأب وأبنه والأخ وأخيه والزوج وزوجته..لقد تمزقت العلاقات الحميمة وحل العذاب مكان التقاليد الراسخة في كل ما مضى..ورغم ذلك قام الدين الحنيف وتسيد العالم ورسخ لمبادئ وقيم حافظت على الإنسانية وانتشلتها من الوحل...وبالمثل ألا يستحق إقامة أي بنيان  أو تدعيم أي قيمة في أن نتحمل فى سبيله تلك الآلام؟

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟