ليست قضية محمد صلاح فقط، لكنها قضية عامة طالت كل نابغ ومتفوق ومجتهد ومحب لبلده، لكن من الواضح أنه حتى استقامتك وحبك لوطنك ولذاتك لابد وأن تراعي فيه شعور ومصالح وايدلوجيات بعض المخربين والفاسدين والمفسدين .
لقد آلمني جداً ذلك الهجوم الذي شنه إتحاد الكُرة على اللاعب المصري الوطني والمتميز محمد صلاح، هجوم جاء رداً على مطالب للاعب أراها ويراها ملايين البشر منطقية ومشروعه وتساهم في بناء وإصلاح الُكرة في مصر ، غير أن مطالبه لم تأتي على هوى البعض ممن نعرفهم جيداً ونعرف مصالحهم التي دمرت اللعبة الشعبية الأولى في مصر .
هذه المصالح كانت سبباً رئيسياً في صفر المونديال من قبل، وهي التي تسبتت في خروجنا من كأس العالم 2018 بسرعة البرق، وهي التي أصابت اللاعب الاول بالإكتئاب وتراجعت بمستواه مع المنتخب، وبينما هو يحرز الأهداف في بلاد الغرب كل مباراة، فشل في تحقيق ما يحققه مع من نقول عنهم"الكفرة" في كل المباريات.
محمد صلاح هو تميمة هذا الجيل وكل الأجيال في مصر ، كل الناس بمختلف أعمارهم وأطيافهم وأنواعهم يهتفون بإسمه، هو باعث الفرحة وصانع البهجة، هو القدوة لشباب كثيرين حتى ممن كان قد جرفهم سيل الإنحراف، فما الداعي لأن نحطم كل قيمة وندمر كل تفوق!!.
إن هذا المشهد ليذكرني بمشاهد كثيرة داخل مؤسسات البلد يُحارب فيها كل مجتهد ويتم تحطيمه على ذات الصخرة" صخرة المصالح والشللية، كثيرون هم أمثال محمد صلاح في كل القطاعات والتخصصات أصابهم القرف، لكن أعيتهم الحيلة في المجيئ بحقوقهم، وربما كان محمد صلاح محظوظاً بالفعل، عندما وجد من يتبنى موهبته ويرعى تفوقه الرياضي الكروي، لكن ليس كل النابغون والمتفوقون يستطيعون فعل ما فعل، لهذا تُركوا فريسة للإحجاف وظلم المصالح والبيزنس والعلاقات المتشابكة، راضين بقدرهم المُحبط .
أنا اتسأل كثيراً ودون إجابة، لماذا نحو هكذا؟، وكيف ننشد التقدم والرقي ورفع الشأن وإعلاء القيمة ونحن على هيئتنا تلك ؟..وكيف للشللية أن تتحكم في مصائر الناس بهذا الشكل ؟ وليت إجحافهم يطول قطيع عادي، لكنه لا يطول سوى أصحاب الموهبة والخبرة والتفوق، وإذا كان محمد صلاح هو الذي حرك وايقظ فينا الحديث عن المدمرين والمخربين وأصحاب المصالح والمفسدين، فهناك مئات بل آلاف مثل محمد صلاح، موجودون على الحافة في كل الوزارات والقطاعات والمؤسسات والشركات، كلاً منهم يرى في مشكلة صلاح صورة حية لما حدث ويحدث له ولغيره، بل ويرى من كثرة الإحباط، أنه لا يجب الإكثار في الحديث عن مشكلة محمد صلاح، فالمشاكل المماثلة والشبيهة كثيرة ، ولا حل لها، لأن علاقات المصالح مثل خيوط العنكبوت، كل خيط فيها معلق بالأخر، وبقاء غيره يعني بقاءه هو ، لهذا الخيوط لا تنقطع ولا تندثر ، بل تنمو وتتكاثر .
لمتابعة موقع المستقبل البترولي يرجى الدخول على الرابط التالي: