للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...عاشوا في حياتي وليتهم ما عاشوا

كلمتين ونص...عاشوا في حياتي وليتهم ما عاشوا

الكاتب : عثمان علام |

07:53 pm 23/08/2018

| رئيس التحرير

| 1484


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

في 18 أغسطس 1924 ولد انيس منصور، وفي 21 أكتوبر عام 2011، رحل ذات الرجل، يعني عاش 87 عاماً، اشتغل خلالها بالصحافة، والادب والفلسفة، وحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة في كُتّاب القرية وكان له في ذلك الكُتّاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه «عاشوا في حياتي»، وفي دراسته الثانوية كان الأول على كل طلبة مصر، وهذا سر تفوقه في السنين السابقة، التي أتشهر فيها بالنباهة والتفوق حتى أنه إذا جاءت حصص اللياقة البدنية كان المدرسون يقولون له كما ذكر هو في كتابه عاشوا في حياتي: “بلاش كلام فارغ، انتبه لدروسك ومذاكرتك، الأولاد دول بايظين”، لأنهم كانوا يرون فيه مستقبلاً باهراً وشخصية فريدة.

التحق انيس منصور بكلية الآداب جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه، وحصل على ليسانس الآداب عام 1947، وعمل أستاذا في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم

اجاد أنيس منصور عدة لغات منها: العربية والإنجليزية والألمانية والإيطالية. اطلع أنيس منصور على كتب عديدة في هذه اللغات وترجم بعضاً من الكتب والمسرحيات، ثم سافر  ولف الدنيا في كل اتجاه، فكتب الكثير في أدب الرحلات، وربما كان الأول في هذا النوع من الأدب، وألف كتباً عديدة منها:

حول العالم في 200 يوم، وبلاد الله لخلق الله – غريب في بلاد غريبة، واليمن ذلك المجهول، وأنت في اليابان وبلاد أخرى.

وأطيب تحياتى من موسكو، وأعجب الرحلات في التاريخ.

وفي فترة من الفترات كانت كتابات أنيس منصور في ماوراء الطبيعة هي الكتابات المنتشرة بين القراء والمثقفين، ومن أشهر كتبه في هذا المجال الذين هبطوا من السماء، والذين عادوا إلى السماء، ولعنة الفراعنة.

عمل انيس منصور رئيس تحرير العديد من المجلات منها: الجيل، هي، آخر ساعة، أكتوبر، العروة الوثقى، مايو، كاريكاتير، الكاتب، كما عمل مدرساً للفلسفة الحديثة بكلية الآداب، جامعة عين شمس من عام 1954 حتى عام 1963، وعاد للتدريس مرة أخرى عام 1975، وكان يكتب في جريدة الأهرام المقال اليومي الأكثر قراءة: مواقف، ويكتب آيضاً في جريدة الشرق الأوسط مقال يومي.

وأسس مجلة أكتوبرفى 31 أكتوبر 1976م وهى مجله عربيه سياسية اجتماعيه شامله.ونقلت مقالاته التي كان يكتبها قديماً الي صحيفه «آخر لحظة».

كانت بداية أنيس منصور في عالم الصحافة في مؤسسة أخبار اليوم إحدى أكبر المؤسسات الصحفية المصرية حينما انتقل إليها مع كامل الشناوى، ثم ما لبث أن تركها وتوجه إلى مؤسسة الأهرام في مايو عام 1950 حتى عام 1952، ثم سافر أنيس منصور وكامل الشناوى إلى أوروبا، وفي ذلك الوقت قامت ثورة 23 يوليو 1952، وقام أنيس منصور بإرسال أول مواضيعه إلى أخبار اليوم وهو نفسه كان يقول: «كانت بدايتى في العمل الصحفى في أخبار اليوم، وهذا بالضبط ما لاأحب ولاأريد، فأنا أريد أن أكتب أدبا وفلسفة، فأنا لاأحب العمل الصحفى البحت، فأنا أديب كنت وسأظل أعمل في الصحافة»، وظل يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976 ليصبح رئيساً لمجلس إدارة دار المعارف، وثم أصدر مجلة الكواكب. وعاصر فترة جمال عبد الناصر وكان صديقاً مقرباً لـمحمد أنور السادات،.

عرف أنيس منصور بأن له عادات خاصة، فهو يقوم ليكتب في الرابعة صباحاً ولايكتب نهاراً، ومن عاداته أيضاً أن يكون حافي القدمين ومرتدي البيجاما وهو يكتب. أيضاً مما يعرف عنه أنه لا ينام إلا ساعات قليلة جداً ويعاني من الأرق ويخشي الإصابة بالبرد دائماً.

وقد بلغت مؤلفاته اكثر من 70 مؤلفا، منها:

عاشــوا فى حيـاتى-دعوة للابتسام-الكبار يضحكون أيضا-الذين هبطوا من السماء

-الذين عادوا إلى السماء-زى الفل-في صالون العقاد كانت لنا أيام-من أول السطر- يانور النبي- إنها كرة الندم- نحن أولاد الغجر- الوجودية -يسقط الحائط الرابع -كرسي على الشمال -قالوا- ياصبر أيوب- يوم بيوم- كل شيء نسبي- أرواح وأشباح- حول العالم في 200 يوم

الخالدون مائة أعظمهم محمد (مترجم)

كما أن له العديد من الاعمال الدرامية التي تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية منها: من الذى لايحب فاطمة، ويعود الماضى يعود

وبجانب تأليفه باللغة العربيّة ترجم أنيس منصور العديد من الكتب والأعمال الأدبية إلى العربيّة. فقد ترجم أكثر من 9 مسرحيات بلغات مختلفة وحوالى 5 روايات مترجمة، وتقريباً 12 كتاب لفلاسفة أوروبيين، كما ألف أكثر من 13 مسرحية باللغة العربية.

حصل انيس منصور على الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة.

وجائزة الفارس الذهبى من التليفزيون المصري أربع سنوات متتالية، وجائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمى.

وفاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن، كما حصل على لقب كاتب المقال اليومى الأول في أربعين عاماً ماضية.

وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1963.

وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1981.

وجائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث، عام 1981، وجائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2001، وله تمثال في مدينة المنصورة.

وما بين عام 1924 الى عام 2011، 87 عاماً امضاها انيس منصور يقرأ ويكتب ويسافر ويؤلف المسرحيات ويحصد الجوائز ويحفظ القرأن والانجيل ويتقن اللغات، ويعمل بالصحافة والادب والفلسفة، ورغم ذلك لم يحصل على لقب "نمبر وان"، أيماناً منه أن هناك من هو أحسن منه ويستحق اللقب " محمد رمضان"، ذلك الفتى الذي افسدت اعماله كل ما قدمه أنيس منصور وغيره في مائة سنة .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟