كل الذين يعملون في قطاع البترول، وكان لديهم أبناء في الثانوية العامة، لم يقلقوا عليهم بذلك القدر من القلق على حركة الترقيات، فما بين حين وأخر يسأل العاملون عن متى ستصدر الحركة، وفي كل يوم تتأخر فيه الحركة يزداد القلق .
وهذه طبيعة متأصلة يعيشها العاملون مرتين في العام، مرة في مطلع كل عام وحتى شهر مارس، والأخرى من بداية يوليو وحتى منتصف أو نهاية أغسطس، وكلما اقتربت الحركة زاد القلق، وبات الكثيرون يرددون: وقوع البلا ولا انتظاره .
وإنشاء الله ليس هناك بلاء ولا حاجة، وستصدر الحركة خلال أيام، وسيسكن القلق وينتهي بفرحة عارمة، لكن السؤال: لماذا القلق؟، وهي الترقية من مدير عام الى مساعد ستضيف ما يوازي هذا القلق؟، وهل التثبيت على أي وظيفة صغيرة كانت أو كبيرة يساوي العيش تحت تلك الضغوط؟
لكن وحتى يطمئن الجميع، الحركة انتهت في هيئة البترول، وهي الآن أمام الوزير، وخلال أيام قليلة ستصدر، والجنين اكتمل، وسيخرج إلى النور، وعلى الجميع الإستعداد لحمل جديد، وموجة جديدة من القلق، فالعام أوشك على الإنتهاء، وشهر يناير اقترب .