الكاتب : عثمان علام |
12:12 am 05/07/2018
| 1909
لسنوات طويلة ظل قطاع البتروكيماويات يواجه نقداً شديداً بسبب اختيار القيادات..وربما تكون قصة الأمس هي مثلاً ومضرباً لقصة اليوم، فالذي خلف المهندس احمد حلمي رئيس سيدبك الأسبق لم يكن جديراً بالمنصب كما ينبغي وبشهادة الجميع والإنتاج أولاً، ولهذا اقاله المهندس طارق الملا، لكن الذي خلف رئيس إيثدكو المهندس سعد هلال، كان على قدر المسئولية..إنه المهندس عبدالمجيد حجازي، ذلك المهندس الفصيح الذي جنى ثمار شطارته وصراحته وكفاحه وحبه للعمل بترأسه لهذا الصرح الكبير، والذي يُعد قلعة من قلاع صناعة البتروكيماويات وأحدثها وأكبرها حتى الآن .
وبعيداً عن شخصية هذا الرجل المهذب والواعي والمحنك في هذه الصناعة، فإن سياسته في الإدارة تجعله نموذج نتمنى أن يقتدي به الكثيرين...وأقصد سياسته في البقاء داخل المصنع دون مغادرته للإدارة من مكان بعيد..فقد تخلى عن مكتبه في مجمع البترول ليظل بين العاملين يتابعهم، متجولاً ما بين ساعة وأخرى داخل المصنع غير معزول عن آلة العمل الدوارة ولا آنين من هم في حاجة إلى من يسمعهم .
كان بمقدروه كما يفعل الكثيرون أن يسكن بعيداً عن ضجيج العمال وبخار الأبراج، غير أنه جعل من نفسه نموذج يقتدي به الكبير قبل الصغير والمدير قبل الخفير .
وكنت أتمنى أن ارى هذا النموذج معمم في شركات الإسكندرية على وجه التحديد، خاصةً في الصروح المنتجة، كما هو في إيثدكو وأموك وإنربك، لكن يحزنني كثيراً أن أرى معمل مثل ميدور يسكن كل مديريه في القاهرة الجديدة بمحافظة القاهرة، بينما المعمل في الإسكندرية، وليت ميدور اقتدت بغيرها الذين لديهم المقدرة على التواجد في مقرات بعيدة مثلها لكنهم لم يفعلوا ..لقد انتقلت العدوى لشركات أخرى، فدشنت لنفسها مقرات خارج القُطر !!!
وهذا ملف لابد وأن يفتحه المهندس طارق الملا وزير البترول، إذ كيف لشركات تواجدها الإنتاجي الحقيقي في محافظة وإدارتها في محافظة أخرى ؟...اليس هناك خوف وتوجس من تكرار كوارث مثل كارثة سيدبك التي حدثت في ظل غياب رئيس الشركة السابق؟
لكن ما يهمني هو توجيه الشكر للمهندس طارق الملا في اختياره لقيادات مثل عبدالمجيد حجازي، وتوجيه التحية للمهندس عبدالمجيد على حُسن صنيعه بتواجده بين العاملين الذين تتراوح أعمار %85 مابين سن الثلاثون وسن الخامسة والثلاثين ...واكثر الله من أمثال المهندس الفصيح...عبدالمجيد حجازي .