للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...في عشق بتروجت أنا فقت نابليون

كلمتين ونص...في عشق بتروجت أنا فقت نابليون

الكاتب : عثمان علام |

04:52 am 03/04/2018

| رئيس التحرير

| 1865


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

لبتروجت عشق لا يدركه إلا من عمل بها وأشتم رائحة عرق عمالها في كل مكان..إنها ظاهرة غريبة أن تجد كل من عمل في هذا الصرح متعلق بتلابيبه مهما أبعده الزمن..بل إن الاغرب ان من يدخلها وهو غريب عنها يعشقها كأنها السنين التي عاشها ولن يعيش بعدها ..لقد فاق عشقهم لشركتهم عشق نابليون..ذلك الصارخ بأعلى صوته من الشرق منادياً عشيقته في الغرب..لقد كان ينادي عليها ويقول: لم أمضِ يوماً واحداً دون أن أحبكِ، ولا ليلة واحدة دون أن أعانق طيفكِ‎ وما شربت كوباً من الشاي دون أن ألعن العظمة والطموح‏‎ اللذين اضطراني إلى أن أكون بعيداً عنكِ وعن روحكِ الوثّابة، التي أذاقتني عذوبة الحياة‎ ..إن اليوم الذي تقولين فيه أن حبكِ لي قد نقص، هو اليوم الذي يكون خاتمة حياتي‏.‏

لقد ظل المهندس كمال مصطفى رئيساً للشركة قرابة الاربعة عشر عاماً..ورغم أنه ترأس إنبي وسوميد بعدها..إلا انه ظل تواقاً لبتروجت حتى هذه اللحظة..وتمنى أن لو امضى عمره بها..والمهندس هاني ضاحي الذي تقلد جميع المناصب في القطاع وخارجه..لاتزال بتروجت هي حبه الأول والأخير..ولا يزال المهندس محمد عبدالحافظ الذي تولى صان مصر والآن في سوميد يشعر بالحنين إلى وطنه القديم..ولا يخلو حديثه يوماً من ذكر بتروجت والإطمئنان عليها..بل إن رائد التصنيع المحلي المهندس محمد الجوهري الذي ترك الشركة منذ سنوات وأسس وتقلد مناصب بعدها لا يجد راحة إلا عند زيارته لبتروجت..وهاهو سعيد مصطفى الذي ترك بتروجت نقلاً لشركة جاسكو ثم رئيساً لبتروتريد ثم مصر للبترول ثم محافظاً للغربية محسوباً على بتروجت..وأغلب الذين يعرفونه لا يرون إلا انه بتروجتاوي قديم..حتى المهندس محمد الشيمي رئيس الشركة الاسبق.. فرغم انه ليس من رعيل بتروجت الأول..وكانت بدايته في شركة بترول خليج السويس"جابكو"..غير أن أربع سنوات قضاها من عمره فيها أثرت فيه كما لم تؤثر فيه خمسة عشر عاماً في جابكو..او أعوام طويلة في صان مصر أو سنوات المترو..وكذلك المهندس صلاح إسماعيل الذي ظل وقتاً قصيراً..غير أنه أنجز الكثير..والذي يجلس إلى المهندس محمد ابو العلا او المهندس السيد البدوي أو المهندس تاج الدين محرم أو المهندس عبدالوهاب السماحي أو المهندس عبدالمجيد الرشيدي.. يجدهم تواقون إلى بيتهم القديم رغم خروج بعضهم للمعاش..ووجود بعضهم على رأس شركات أخرى..وحتى المنتدبون لشركات أخرى..لا يرون لبتروجت مثيل.

ورحم الله كل عمالقة بتروجت الذي ساهموا في تدشين هذا الكيان..وخاصةً المهندس حمدي الشايب الذي مات صغيراً بعد توليه وزارة النقل..والمهندس كمال حافظ باني نهضتها..ومعلم رعيلها الأول الذين استكملوا المسيرة بعده .

والذي يذهب إلى معدية بتروجت يرى بعينه كيف يكون الفخر في عيون رجال هذه الشركة..لقد هالني ذلك الذي رأيته مرات ومرات في عيون رجال المعدية منذ السيد البدوي ووصولاً لذلك الرجل الوطني المحترم المهندس جابر السيد..بل إن صغار المهندسين والفنيين يملائهم الفخر والعزة بالنفس وهم تحت حر الشمس في نهار الصيف أو في برودة الجو في ليالي الشتاء...والذي يذهب إلى ورش القطامية ويارد جبل الزيت أو الفرع الشرقي أو الشمالي يرى كيف يكون الحماس والهمة والإنتماء.

وخلال سنوات خلت في تغطية نشاط قطاع البترول رأيت نماذج عديدة للعاملين..وكان عليَّ أن احلل نفسية كلاً منهم في شركاتهم المختلفة..لقد وجدت من يفخر بأن شركته تمنحه راتباً كبيراً دون أن يعمل به..ووجدت من يفخر بشركته فقط لأنه يرتدي الياقة البيضاء دون أن يشتم رائحة التراب..ووجدت أيضاً رجالاً مخلصين يحكون قصة كفاحهم مع جهاز الحفر والبريمة وليالي الصحراء..غير أن كل شيئ دون بتروجت مختلف..إن رجالها يفخرون لأنهم استطاعوا تنفيذ الف مشروع او الفين او مليون..شيدوا مليون وحدة سكنية..او رصفوا طريقاً طوله الف كم..أو صنعوا معدات الإنتاج في زمن قياسي..هم لا يتكلمون عما يتقاضون بقدر حديثهم عن الإنجازات قبل موعدها .

لقد كانت لفتة طيبة أن يشيد الوزير طارق الملا بهذا الصرح "بعد مرور 43 عاماً على تأسيسه" في جمعيتهم العمومية بالأمس..معتبرا الشركة الذراع القوي للقطاع داخلياً وخارجياً..وهذه كلمة حق لوزير راقب بنفسه حجم الجهد الذي تبذله كتيبة بتروجت في كل مكان..كتيبة قوامها 33 ألف عامل..استطاع مجهودهم أن يوفر لهم ولاولادهم حياة كريمة..بل ومنحوا هيئة البترول 640 مليون جنيه كأرباح حقيقية..والتي تعتبر أكثر من ‎%‎50 من رأس المال .

تحية لكل أبطال بتروجت صغيراً وكبيراً..وعلى رأسهم ذلك الشاب وليد لطفي الذي يترأس الكتيبة..وتحية للمهندسين والفنيين والإداريين والقانونيين ولكتيبة الإعلام والعلاقات العامة وللعلاقات الحكومية وللشئون الإدارية..وتحية عظيمة لذلك العامل الذي يقبع في موقعه مثله مثل الجندي الذي يرابط ليحقق الأمن لبلاده..فهذا يحقق الأمن والأمان..وذاك يحقق الرخاء والإستقرار .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟