منذ فترة وانقطعت عن الكتابة..ليس لشيئ إلا أنني لا أجد ما أكتبه.. فالحياة كما هي.. لم تتغير يوماً ..لا قبلي ولا بعدي.. الشمس تطلع وتغيب..ووالنهار يتبعه الليل.. والحياة يتبعها الموت..كل يوم يولد إنسان ويموت آخر.. ويمرض واحد ويشفى أخر.. ويترك واحد منصبه ويجلس مكانه واحد آخر.. الأمهات تنجب.. والشباب يتزوج.. وينجبون أيضاً.. ننام ونستيقظ.. نحزن ونفرح.. نأكل ونجوع ثم نأكل ونجوع مرةً آخرى..نصلي ونصوم ونحج ونعتمر ونتصدق ونزكي.. ثم نرتكب المعاصي ونتوب..ثم نرتكبها مرةً آخرى.. نكتب ونقرأ.. ثم ننسى ونكتب مرةً أخرى لننسى ما كتب سابقاً.. عجلة الحياة لا تتوقف.. ونمط الحياة ثابت مهما شهد من تغيرات .
إنها فلسفة غريبة في معترك آخره النهاية.. الكل يعلم تلك النهاية.. لكنه يظل يعافر ويكافح ويخطئ ويصيب ويوجع دماغه بلا فائدة.. لا المشاكل تنتهي ولا الأفراح تنقطع.. إذاً لماذا التعب؟ -إنها حكمة الله في خلقه.. يعرفون أنهم زائلون ورغم ذلك تراهم متشبثون بكل شيئ.. صالح أو طالح.. مفيد أو مضر.. سيئ أو حسن.. وتستمر الحياة.. وتطلع الشمس ثم تغرب.. ويأتي النهار ويتبعه الليل.. ويكبر قوماً ويصغر أخرون.. ويظلمون غيرهم وأنفسهم.. ثم يعدلون.. ثم يعاودون الظلم.. ألم اقل لكم إنها الحياة !!
