للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق

كلمتين ونص...علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق

الكاتب : عثمان علام |

04:01 am 09/03/2018

| رئيس التحرير

| 1488


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

قمة الخيال العاطفي في تلك الكلمات التي كتبها نزار قباني في أغنيته الشهيرة" رسالة من تحت الماء"..تلك الكلمات التي صاغ لحنها  محمد الموجى..وغناها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في عام 1975.

لكن كيف لك أن تكتب رسالة من تحت الماء؟،-لقد كان أمراً صعباً في ذلك الزمان الذي كتب فيه نزار هذه الأغنية، فلم يكن يوجد ذلك الهاتف الذي الذي تستخدمه تحت الماء..تلتقط به الصور أو تكتب على لوحته..كان الحل الوحيد لتفسير هذه الكلمات أن تحبس نفسك في صندوق زجاجي وتتنفس عبر أنبوبة اوكسجين لتكتب رسالة...لكن هل من الممكن أن يكتب أحد رسالة مثل رسالة نزار قباني؟

لقد كتب نزار كل قصائده باللغة الفصحى..وهو أسلوب نادر في أدب الشعر..فقليلاً من كتبوا هذا النوع بهذا الجمال والعمق والتبحر والروحانية العاطفية..إنه الوحيد الذي أمتلك الأسلوب القصصي في حب الروايات..وهو الوحيد الذي تغزل في كل ربوع المرأة من شعرها لساقيها..وهو الوحيد الذي صاغ أوصاف لزوجته وكأنها معشوقة لم ينلها.

إن احمد رامي عندما كتب معظم أغاني أم كلثوم كان مدفوعاً بحبها وعشقها اللذان توهجا في قلبه دون أن ينال حبيبته..وظلت أم كلثوم ملهمته الذي يصيغ من أجلها أجمل اشعاره..فكانت بالنسبة له ذلك الشبح الشجي..لقد دفعه حبه لها في توهجه على الدوام..لم ينقطع شعره حتى وهو نائم..إنها كانت تسكنه في صحوه ونومه.

أما نزار قباني فقد عاش تجربة حقيقية مجردة من لهيب الشوق..مستندة إلى تجارب حب حقيقية..لقد كتب يقول :إن كنت صديقي ساعدني كي أرحل عنك ..أو كنت حبيبي ساعدني كي أشفى منك ..إنه يناشد الأصدقاء وحتى الأحباب أن يكونوا هم المخلص من ذلك الحب الذي ملك أركانه...ويضيف: لو أني أعرف أن الحب خطير جدا ما أحببت...لو أني أعرف أن البحر عميق جدا ما أبحرت...لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت ...وهو تشبيه في منتهى البلاغة..أن الحب بمثابة ذلك البحر العميق الذي يسبح فيه دون أن يتعلم فنون العوم..إنه هالك لا محالة..غير أنه يظل ذلك العاشق المغلوب على أمره.

ثم يقول: إشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق..علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق.. علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق.. علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق ..ويطلب من محبوبة ويستجديها فيقول: إن كنت قويا أخرجني من هذا اليم ..فأنا لا أعرف فن العوم .

ثم يتمادى فيشبه لون العين وسخرها بموج البحر..ويصبغ عليهم صبغة اللون الأرزق فيقول: الموج الأزرق في عينيك يجرجرني نحو الأعمق وأنا ما عندي تجربة في الحب ولا عندي زورق ...إن كنت أعز عليك فخذ بيدي فأنا عاشقة من رأسي حتى قدمي .

إني أتنفس تحت الماء..إني أغرق..أغرق.. أغرق...وكيف لمن يتنفس تحت الماء أن يغرق..إنه الغرق حباً وعشقاً ولوعةً في محبوبه.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟