لم يكن الكاتب مايكل هارت مخطئاً عندما قال: أن الخالدون هم من تسري أرواحهم في الأجيال المتعاقبة دون فتور..وأن من يتذكره الشباب والشيوخ دون انقطاع إنما هو خالد في عقولهم وأذهانهم ويسكن أرواحهم...ولا أرى الراحل الدكتور حمدي البني بعيداً من هؤلاء.
كنت أظن أن الرجل قد رحل، وأن الذين لا يتذكرون الأحياء ولا يقدرون دورهم وتاريخهم لا يمكنهم تذكر الأموات، غير أني فوجئت بذلك الشباب وليس الشيوخ الذين يستحضرون روح حمدي البنبي.. بل إن قامة مثل المهندس سامح فهمي لا ينقطع حديثه عن ذلك المعلم الراحل، إنه الرجل الذي أثرى العمل البترولي بالكثير، وخلف وراءه مئات الخطط وآلاف الإنجازات.
إن قامات كبيرة في قطاع البترول عندما تذكر حمدي البنبي بالخير والعرفان نلتمس لهم العذر، فهو معلمهم وأستاذهم ورئيسهم، أما وأن هناك شباب واعي يذكر حمدي البنبي وهو لم يعاصره أو يعمل معه، فإن الدنيا لاتزال بخير، وأن أخلاق البتروليين لم تتغير.
إن التحية واجبة للدكتورة حنان عبدالمنعم التي أثرت احتفال روتاري والغرفة الكندية بإحياء ذكرى حمدي البنبي، وبدعوة الدكتور شوقي عابدين، وبإنارة اللقاء بالمهندس سامح فهمي وتوأمه هادي وبالمهندس محمد شعيب، وبغيرهم من رموز نعتز بهم سواءً كانوا على الكراسي أو بعيداً عنها..فالمجد تبقيه السمعة الطيبة..والحياة الأبدية لا تتطلب بقاء الجسد..بل تتطلب حسن السيرة ليظل الإنسان خالداً أبد الدهر.
