في السكوت بلاغة لا يعرف قيمتها إلا من أعتاد هذه الصفة...فهو خير جواب للسفهاء والمتطاولين...والجواب المسكت أفضل كثيراً من السكوت، وهو فن من الفنون الراقية، فأكثر ماينطلق رصاصه على المخطيء الذي لايقدر الرجال فيخطئ في حقهم ولا يتأدب، فيأتيه الجواب الذي يلقنه حذاءً في فمه..و كما يقول العرب الجواب المسكت خير لأنه يلقن السفيه درساً ويجعله عبرة لغيره و قيمته في فوريته وسرعته فهو يأتي كالقذيفة يسد فم السفيه.
وقد وردت أمثلة كثيرة في عذا الصدد منها:
جواب برناردشو حين قال له كاتب مغرور :أنا أفضل منك ،فإنك تكتب بحثاً عن المال وأنا اكتب بحثاً عن الشرف، فقال له برناردشو :صدقت ، كل منا يبحث عما ينقصه...وسأل ثقيل بشار بن برد قائلا: ماأعمى الله رجلاً إلا عوضه فبماذا عوضك ؟ فقال بشار بأن لاأرى أمثالك.
وقالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون : انه لأمر مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء اظافري نظيفة في باريس، فقال على الفور :لأنك تحكين نفسك كثيرآ....وتزوج اعمى امرأة فقالت :لو رأيت بياضي وحسني لعجبت، فقال :لو كنت كما تقولين ما تركك المبصرون لي ....ويروى ان رجلاً قال لإمرأته :ماخلق الله احب الي منك فقالت : ولا ابغض الي منك، فقال : الحمد لله الذي اولاني ماأحب وابتلاك بما تكرهين.
وقال رجل لبرناردشو :أليس الطباخ انفع للأمة من الشاعر أو الأديب ؟؟ فقال : الكلاب تعتقد ذلك...وقال الحجاج لرجل من الخوارج :والله اني لأبغضك، فقال :ادخل الله اشدنا بغضاً لصاحبه الجنة.