تستطيع أن تضيف إلى عمرك أعمار غيرك، وبدلاً من أن تعيش خمسون أو مائة سنة، تستطيع أن تعيش ألف، ما عليك إلا أن تجالس الأخرين وتصاحبهم، خذ منهم خبراتهم، خذ الخير الذي يكمن فيهم، تعلم كيف يتحدثون وكيف يكتبون وكيف يأكلون وكيف يلبسون، تعلم منهم كل شيئ، ثم ضع كل ذلك في سلتك وأفرزه جيداً، وبهذا ستصعد للقمة وتعيش أكثر من عمرك.
وفي كتابه "الطريق إلى القمة" يقول الدكتور إبراهيم الفقي: لقد رأيت من خلال دوراتي و انتقالي بين البلاد أن البشر ستة أنواع:
الأول: نوع يعيش في الدنيا ولا يعرف ما الذي يريده، ولا يعرف أهدافاً يححققها .. وكل هدفه أن يوفر الطعام والشراب على قدر الكفاف..و مع ذلك لا يكف عن الشكوى من ضيق العيش.
الثاني: نوع يعرف ما الذي يريده، ولكن لا يعرف كيف يصل اليه، و ينتظر من يوجهه ويأخذ بيده، وهذا النوع من الناس أكثر شقاءً من الصنف الأول.
الثالث: نوع يعرف غايته ويعرف وسائل تحقيقها، ولكنه لا يثق في قدراته، يبدأ خطوات لتحقيق شئ ولا يتمها، يشتري كتابا ولا يقرؤه ..وهكذا دائماً، لا يبدأ في خطوات النجاح، وإن بدأها لا يكملها.. و هذا النوع أكثر شقاءً من النوعين السابقين.
الرابع: نوع يعرف ما الذي يريده، ويعرف كيف يصل اليه، واثق في قدراته ..إلا أنه يتأثر بالآخرين، فكلما أنجز شيئاً سمع لمن يقول له: هذا الاسلوب غير مفيد، عليك أن تعيد هذا الامر بشكل آخر.
الخامس: نوع يعرف ما الذي يريده، ويعرف كيف يصل اليه، واثق في قدراته، ولا يتأثر بآراء الآخرين الا إيجابياً، ويحقق النجاح المادي والعملي ...إلا أنه بعد تحقيق النجاح يصيبه الفتور، ويهمل التفكير الإبداعي و مواصلة النجاح .
السادس: هذا النوع يعرف هدفه، ويعرف وسائل تحقيقه، ويثق فيما أعطاه الله سبحانه وتعالى من مواهب وقدرات، و يسمع الآراء المختلفة فيزنها ويستفيد منها، ولا يضعف أمام التحديات و العقبات، وبعدما يبذل كل ما في وسعه، و يأخذ بجميع الاسباب يعزم في طريقه متوكلاً على الله سبحانه وتعالى، و يحقق النجاح تلو النجاح، ولا تقف همته عند حد.
والشاعر يقول:
ولم أر في عيوب الناس عيبا..كنقص القادرين على التمام
ولم أر في عيوب الناس عيبا...لآت بما لاتستطيعه الأوائل .
فإذا كان الواحد منا يريد النجاح، ولكنه يصحو من نومه متأخراً، ويشكو دائماً من ضياع الوقت ولا يعرف كيف ينظم وقته بشكل يجعله يستفيد من كل لحظاته، إذا كان مع هذا كله يريد النجاح فكيف سيحققه ..سيفقد كل أسباب النجاح وبعد ذلك يرمي أعذاره على الحظوظ العمياء.
إن الأنواع الخمسة الأولى السابقة (من الأول إلى الخامس) هم قتلى مساكين .. قتلهم العجز والفتور والكسل، قتلهم التردد وعدم الثقة بالنفس، قتلهم ضعف الهمة والطموح القصير.. فأحذر هذه الآفات وكن من النوع السادس، لأن الله سبحانه و تعالى لا يكتب الفشل على أحد، بل قال: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى"
هكذا يكون الطريق إلى القمة..بالسعي، وعلى الله قصد السبيل.