دائماً يجول بخاطري سؤال..كيف لشركة مثل سوكو تراجعت لهذا المستوى، وهي التي أنجبت قيادات أسست شركات؟،-وكيف لشركة مثل غاز مصر أن يحدث لها ما حدث في الأعوام الثلاثة الماضية، وقد كانت النموذج الأمثل في الفكر والعمل وتخريج القيادات؟،- وكيف لشركة مثل جابكو تسعى للحفاظ على إنتاجها بينما كانت يوماً ما تنتج أكثر من 600 ألف برميل يومياً .
في عام 2012 كان المهندس مصطفى اسماعيل رئيساً لشركة غاز مصر، وأجريت معه حوار ما قبل المعاش، ورسمت في قلب الحوار شجرة قيادات غاز مصر، وكانوا ستة عشر رئيس شركة حاليين وليسوا سابقين...وفي نفس الوقت كان أكثر من عشر قيادات من شركة بتروجت رؤساء شركات حاليين بالقطاع، بينما كان أكثر من ثمانية قيادات من جابكو رؤساء أيضاً، وكذلك قيادات من سوكو ،ومن الإسكندرية للبترول والسويس
وما بين 2012 وإلى الآن لم يعد في هذه الشركات قيادات كالتي كانت، بل والأدهى من ذلك أن شركات كثيرة ممن كانت تعد مدارس متفردة ومتميزة بالقطاع تراجعت، وتراجعت في كل شيئ، وأحتل مكانها شركات كانت فروع منبثقة منها، وأصبح القيادات يخرجون من إيبروم ومن صان مصر.
وربما يقول البعض أن هذا شيئ طبيعي يحدث بفعل الزمن، فقيادات كثيرة خرجت للمعاش، لكن يتبادر للذهن سؤال: ألا يواجد تلاميذ لهؤلاء؟، وماذا لو عادوا ليتصدروا المشهد، أليس بإمكانهم أن يوجدوا ألف قيادة وقيادة؟
لكن لا أعتقد أن احداً سيجيب، فلا هؤلاء سيعودون، وإذا تكلموا لن يسمع لهم أحد حتى لو كان كلامهم من وراء حجاب، وسيظل السؤال المحير..كيف تراجعت هذه الشركات إلى هذا المستوى ؟؟
