أحسن الرئيس السيسي عندما أجل إفتتاح حقل ظُهر حتى عودة المهندس شريف إسماعيل من رحلة علاجه..وزاد في الحُسن عندما أثنى على هذا الرجل المحترم وأعطى له حق بما يكفي من مديح..وزاد في إكرامه له عندما جعله في المقدمة وهم يقفون أمام لوحة المشروع..فكهذا تكون أخلاق العظماء..ويكون تصرف الحكماء.
لقد عاش المهندس شريف اسماعيل حياة بترولية طويلة..ولا تزال ممتدة حتى الآن..فهو لم ينفصل عن القطاع حتى بعد رئاسته لمجلس الوزراء..فلا يزال يتابع كافة المشروعات..ولا يزال يتدخل حتى عندما يجد أزمة في اسطوانة البوتاجاز أو محطات الوقود..وسيذكر التاريخ أن مشروع ظهر ولد على يديه..وكما قال الرئيس..هو الذي بشر به..وهو صاحب فكرة المستودعات الكروية..وهو الذي حمل على عاتقه تطوير وتوسعة معامل التكرير..وهو الذي عامل الناس في قطاع البترول كزملاء أو اساتذة او أبناء..أبداً لم يسعى لظلم أحد..ابداً لم يسعى لإقصاء أحد..أبداً لم يفكر يوماً في الإضرار بأحد..حتى عندما كان يتخذ قرار لأسباب خارجة عن إرادته كان يملأه الخجل..ومن أُضير معنوياً عوضه مادياً.
لقد تربى المهندس شريف اسماعيل في مدارس بترولية متنوعة..فعاصر عهود عظماء قطاع البترول..منذ عز الدين هلال وحتى سامح فهمي..كان لكلاً منهم مدرسته..وكلها مدارس عظيمة شيدت وأرتقت بقطاع البترول..حتى أصبح قطاعاً رائداً يسير وفق أسس ونظم مثله مثل النظم العالمية التي تحكم هذه الصناعة.
ومنذ قيام الثورة في 2011، كنت أزف ما بين الحين والأخر ترشيحات وزراء البترول..ولم يكن في الصورة سوى المهندس عبدالله غراب والمهندس محمد شعيب والمهندس هاني ضاحي والمهندس محمد شعيب والمهندس اسامه كمال والمهندس شريف اسماعيل..وعندما جاء الدور على شريف اسماعيل بعد ثورة 30 يونيه فرح العاملون اشد الفرح بقدوم رجل منهم..يعرفهم ويعرفونه..وهذا شيئ اساسي وحيوي في قطاع تعود الناس فيه على أن من يتولاه يكون واحد منهم..وطيلة عامين وأكثر وزيراً للبترول..مضت الأمور بهدوء حتى صعد لمنصب رئيس الوزراء..وهو لا يزال صديقاً وزميلاً واباً واستاذاً للجميع.
ندعو له بالشفاء من مرضه..وان يمتعه الله بالعافية..وأن تكون محنته منحة من الرحمن تكتب له في سجله يوم القيامة..وشكراً للسيد الرئيس الذي اثلج صدورنا جميعاً بحسن صنيعه تجاه الرجل الخلوق شريف اسماعيل.