لم تقتصر رسالته"ص"على الصلاة والزكاة والحج والصوم وسائر الأركان،ففي خطبة الوداع قال كلمات معلمة وكاشفةً وموضحة للرسالة ذاتها"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينَ"،وهذا يعني أن أشياءً كثيرة علمها لأصحابه وتركها لنا نهتدي بها ونسير عليها،ومنها:إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق،وهذا مضمون وفحوى الرسالة المحمدية"الأخلاق"،وأمة بلا أخلاق هي أمة بلادين ولادنيا،وحتى الغاية في الأركان لابد وأن تؤدي للأخلاق،فليس المقصد من الصلاة الركوع والسجود،بل "من لم تنهه صلاته فلاصلاة له"،ولاعبرة من الصوم إن لم يشعر كلاً منا بأن مايُحرم منه لساعات يُحرم منه غيره لأيام وسنوات،ولاعبرة من الزكاة إن كانت رياءً ومنظرة،بل التكافل وإعالة المحتاج،وإنما تكون العبرة من الحج هى تقديس الشعائر"ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"،أما الركن الأصيل في الإسلام"الشهادتين"فهو البوابة الرئيسية لهذا الدين...فالأخلاق هي سر من أسرار بعثته"ص" ،بل هي قلب الدين وجوهره،وماتقدمت أمة إلا بأخلاقها،وفي بلاد غير المسلمين يقولون:رأينامسلمين بلا إسلام ،أما عندنا فنقول:رأينا إسلام بلا مسلمين ،وماقيل هذا ولاغيره إلا لأننا تجردنا من أخلاقنا بينما هم طبقوا جوهر الدين وليس ظاهره ،فليكن أحتفالنا بمولده"ص"بالإقتداء بإخلاقه،فهي كل شيئ!!!