كان ينبغي علي ان اوجه الشكر لوزير الكهرباء..فالكهرباء والحمد لله لم تنقطع ولو للحظة واحدة منذ بداية رمضان وحتى الآن رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة...لكنني لن افعل..والسبب انني اعلم المصيبة الكبرى الواقعة على البلد بسبب عدم القطع او عدم الإظلام...والسبب هو ان كميات الغاز المستخرجة من حقولنا والقادمة من الخارج بمليارات الدولارات تذهب الى الكهرباء..تذهب لتحرق ولاتعود مرة ثانية..مثلها مثل من يرمي فلوسه على الارض ثم يحرقها...فهل تعلم الاقلام التي انبرت في توجيه الشكر لوزارة الكهرباء ان 90% من مصانع مصر متوقفة بسبب ان الغاز لايصل اليها؟وهل يعلم الذين يمجدون ويشكرون في وزير الكهرباء ان الحال اذا مااستمر الى ماهو عليه فلن تضئ لمبة واحدة في مصر!!من حق المواطن ان يتمتع بالخدمة دون انقطاع..وهذا واجب على الدولة..لكن اين المسئولية الاجتماعية من المواطن تجاه الدولة؟ ولماذا لاتعلن الدولة عن حجم الكارثة بسبب توقف المصانع؟كان وزارة الكهرباء ان تبحث عن طاقة بديلة للوقود الحيوي لتولد منه الكهرباء وتترك الغاز الطبيعي لصناعة البتروكيماويات لخلق قيمة مضافة منه...ياسادة لاتزال وزارة الكهرباء تستورد محطات للعمل بالغاز رغم علمها ان الغاز ان اجلا او عاجلا سينتهي ولن نجد قطرة منه..كان عليها ان تسارع في الطاقة الشمسية او الطاقة النووية..فالامر اذا استمر هذا العام فلن يستمر العام القادم فلاتفرحوا ولاتهللوا فاموالكم تلقى على الارض...ان مافعلته وزارة الكهرباء يستطيع اي مقاول ان يقوم به..فكل ماقامت به هو شراء محطات ثم ادفع يابترول ومول يابترول..ولو البترول مدفعش تبقى مصيبة ويخرج مسئولو وزارة الكهرباء وهاتك ياهجوم..ولو نقص الغاز لأي سبب من الاسباب غدا فستسقط الكهرباء وستنبري الاقلام تشتم وتسب في وزارة الكهرباء وساعتها الكهرباء ستلقي بالمسئولية على البترول...وطالما ان البترول هو من يمنح ويمنع فكان من الاولى ان توجه الاقلام شكرها لوزارة البترول لأنها هي التي امدت الكهرباء بالغاز...لكن الامر يبدو وكأنه في الهم مدعيه وفي الفرح منسية.
