زُرت العديد من المواقع البترولية ، سواءً كانت حقول إنتاج أو معامل تكرير أو مواقع لشركة بتروجت عملاق المقاولات في مصر في عهد المهندس محمد عبدالحافظ ، وأستحضرت الآن مشهد العامل الذي ألقى بنفسه في مستودع الزيت بشركة السويس ليطفئ النار منذ سنوات ، لكنه مات وإنكوى بنار الحريق لتكون برداً وسلاماً عليه ، وأستحضرت مشاهد للعاملين على البريمة في خليج السويس "جابكو" ، وفي "بتروبل"، وأستحضرت مشهد عمالة بتروجت في المعدية والأنفاق ، وأستحضرت مشاهد للعاملين في مصانع تعبئة البوتاجاز ، ومصنع غازات الصحراء الغربية ، ومصانع البتروكيماويات ، أستحضرت مشاهد كثيرة لمن يواصلون الليل بالنهار وكأنهم كتائب جيش تسهر من أجل الوطن ...كل ذلك أستحضرته وأنا أتابع تعليقات العاملين في قطاع البترول وهم غاضبون ممن قال بخفض رواتبهم ، وقلت هئولاء يستحقون الزيادة ، هئولاء هم مصر ، فلو تعطلت بريمة في الصحراء لتعطلت المستودعات ، ولو تعطلت المستودعات لتعطلت محطات البنزين والسولار والبوتاجاز ، ولو تعطل كل ذلك لشلة حركة الحياة في مصر ، أبعد هذا كله نبخل بالعطاء على هئولاء !!! أنا أجزم أن وزير البترول ورئيس الهيئة لو يملكون أو أن الظروف الإقتصادية تسمح لمنحوا كل واحد منهم وسام من ذهب وليس زيادة في دخله...لكننا للأسف ننظر إلى العاملين بالقطاع في نهايتهم ، ولا نرى سوى السيارة والشقة الفاخرة ، ولم نسأل أنفسنا كم تعبوا وجاهدوا حتى يصلوا إلى ذلك ، ولديكم وزراء البترول فأسألوهم ، وليجيب على ذلك عبدالله غراب الذي أمضى في الصحراء عشرون عاماً ، وليجيب عليكم هاني ضاحي وكمال مصطفى ومحمد الجوهري ومحمد عبدالحافظ ومحمد شعيب وغيرهم كثيرون ...ومن أجل ذلك كله أرفعوا أيديكم عن الشقيانين ، فإنهم والله حماة الوطن!!!!!!
