في سبتمبر 2014 صدر قرار تعيين المهندس كارم محمود رئيساً لشركة جاسكو، خلفاً ل"خالد عبدالبديع"، الذي لم يقدم كعادته جديد للشركة، وبهذا يكون كارم محمود أمضى أربعة أعوام وشوية، رئيساً للشركة.
وخلال ألف وخمسمائة يوم قضاها كارم في جاسكو شهدت الشركة الكثير من الإنجازات، وإن كنت هنا لا أُعدد جميعها، غير أني أُشيد بتلك الطفرة التي شهدها العنصر البشري خلال هذه الفترة، ومن يراقب وضع جاسكو قبل ذلك يستطيع القول أنها كانت فترات غير مستقرة بالمرة بين جموع العاملين، لكن عندما تم وضع نظام وبدأت الشركة في تطبيقه على الجميع أنتظمت مسيرة العمل، وأعتقد أن نظام الإختبارات التي خضع لها الكبير قبل الصغير في الشركة لنيل الترقية خلق جيلاً مختلف في جاسكو لم يكن موجوداً من قبل، بل وأوجد قيادات من الصف الثاني يستطيعون الآن تحمل المسئولية في أي مكان.
حتى حركة إقتصاد الشركة والتي كانت تعتمد على دخلها من غاز البروبان، تغيرت على يد كارم محمود، وعندما أنخفض سعر البروبان من 900 دولار لأقل من 200 دولار لم تتأثر الشركة، لأن الإدارة أوجدت بدائل للدخل.
أما صراعات مراكز القوى، والتي تميزت بها جاسكو لفترات طويلة بحكم أنها شركة تجمع في طياتها العديد من أبناء الذوات، أختفت، وبدأ الجميع يندمجون في منظومة عمل تساوي بين جميع الأفراد، وحتى أولئك المتعصبون الذين يمشون بمبدأ" متعرفش أنا إبن- بنت مين" لم يعد موجوداً، وهذا من حكمة القائد، توظيف الجميع بالقدر الذي تسمح به فرص العمل الحقيقية داخل المؤسسة.
ما أود أن أطرحه هو أن فترة المهندس كارم محمود كانت الأكثر هدوءً والأكثر إنجازاً والأطول في تاريخ كل رؤساء الشركات، "مع كامل الإحترام لكل رؤساء الشركة السابقين"، ولهذا يستحق الرجل أن نُذكر الناس بما فعل، وإن كان يصعب على مقال واحد حصر ما أنجز.
