عثمان علام
"سعد أبو المعاطي وخالد الغزالي"، قيادتان شهد لهما الجميع بالنجاح، الأول أحدث نقلة في شركة أبو قير للأسمدة، والثاني حول الخسارة الموروثة من عشرات السنين في مشروع أبو طرطور لمكسب، الأول جددت له الجمعية العمومية لثلاث سنوات قادمة نظراً لعبقريته في الإدارة، والثاني تم أختياره لإدارة فوسفات مصر بعد بلوغه الستون وخروجه من قطاع البترول لنجاحه في كل الأماكن التي عمل بها، المحصلة النهائية أن الإثنين تخطيا سن المعاش البترولي، ورغم ذلك لايزالان يعطيان.
وهذا لا يحمل إلا معنى واحد، أن الخبرة لا تسقط بالتقادم ولا ببلوغ الستين، ولكن كلما كبر الشخص تراكمت خبراته وأصقلتها الأيام، وهذه نماذج ليت قطاع البترول يعممها في أرجاء الشركات، فليس كل من بلغ الستون تحول كخيل الحكومة لا بد من تقاعده، فالناس في بلاد الفرنجة يبدأون حياتهم بعد الستين، وهو سن يصبح الناس بعده خالين من المسئولية الإجتماعية والأسرية والتفكير التقليدي، بل تتوجه كل أحاسيسهم ومشاعرهم وجهودهم لتقديم ما يفيد أوطانهم، وتواجدهم في العمل يدفعهم للعطاء أكثر وأكثر.
وأعتقد أن تجربة المهندس محمد الجوهري مؤسس العديد من شركات البترول نجحت عندما أستعانت به وزارة الصناعة في مشروع الجلود، ورغم بلوغه ال64 عاماً إلا أنه يعمل بجد ونشاط لا يتوافر لمن هم تحت الخمسون، وقطاع البترول أولى برجاله، وبدلاً من إستقطاب القطاع الخاص لهم، وهو قطاع يعرف كيف يستفيد منهم، يبقي عليهم قطاع البترول ليستفيد منهم ومن خبراتهم وتجاربهم!