للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...حماريات الحكيم!

كلمتين ونص...حماريات الحكيم!

الكاتب : عثمان علام |

06:59 am 12/10/2017

| رئيس التحرير

| 1490


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

من مقالات الماضي.

كان للأديب الراحل توفيق الحكيم فلسفة عميقة في رؤيته للحمار، فقد كرمه ونزله منزلةً لم يحظى بها سوى حتى الإنسان، اللهم إلا المصري فقط هو الذي نال هذه المنزلة عند الحكيم.

وكان الحكيم مصرياً حتى النخاع ،محباً لبلده و للحمار أيضاً، وأسس جمعية أصدقاء الحمير بأهداف وأسس ووضع أختبارات قاسية للأعضاء، فقد كان يرى أنه لا يستحق لقب حمار إلا من تتوافر فيه الصفات الحقيقية للحمار، وهي الصبر والجلد وتحمل الصعاب وقرف الدنيا ...وذات يوم ذهب إليه أحد تلاميذه طالباً الدخول في الجمعية ليصبح عضواً فيها، شخط فيه الحكيم وأستنكر عليه أن ينال شرف "حمار" لكنه كظم غيظه وقال له: أتريد أن تكون حماراً؟ قال نعم: فقال إذا جاوبت على أسئلة ثلاث ستصبح عضواً ، وإن لم تجيب فلابد أن تخضع للتدريب عامين على أقل، فسأله: وكان تلميذه فلاحاً يعرف درجات الحمير، بماذا يسمى صغير الحمار؟ فقال: حرحور...وبماذا يسمى متوسط العمر ؟ فقال التلميذ: جحش...قال وكبيره؟ فقال: حمار، فقال له الحكيم: أذهب فأنت حمار، ومنح الحكيم تلميذه لقب يراه ولا نوپل في زمانها.

والحمار في نظر الحكيم هو رمز للصبر والمثابرة والقدرة على مواجهة الصعاب، لكنه عنيد مكابر، إذا مادقّ حافره في الأرض فلن يتحرك ولا بالطبل البلدي.

وهكذا كان يرى المصري الأصيل في نظره، مثله مثل الحمار، يتعب ويشقى ويتحمل ملا يتحمله أحد، لكن عندما يمكر يكفينا الشر.

وكان يعيب على من يشتم مسئول فاشل بأنه حمار، فالوصف بهذا تكريم لا إهانة، فكيف نسوي بين من يتحمل ويعطي ويواجه، وبين من يأخذ ويهرب ويخرب !وقد جمعت قواميس وصف الحيوانات كل مفردات اللغة العربية، لكن ليس من بينها كلمة فاشل...هي كلمة موجودة في قاموس وصف الإنسان فقط!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟