09:59 pm 22/04/2024
| شخصيات
| 3237
يمر الزمن على الناس فتتغير اشكالهم وملامحهم بعدما حظيت حياتهم بالكثير والعديد من محطات العمر والعمل والجهد . فتجد فيه تأثير خبرة العمل والايام وتغير طريقة التعامل والابتعاد عن الصغائر والنظرة الاشمل للصالح العام . وعلي النقيض تظل المناصب ثابتة شابة لا يعلوها الكثير من التغيير وتبقي محددة بمجموعة من القواعد والاعراف التي لا تتغير .
وشخصيتنا اليوم هو رجل عركته الايام والاحداث والملمات أيضاً . كان شاباً يافعاً مثله مثل الملايين من حوله امتهن الهندسة فقد كان شغوفاً بكل ما يتعلق بها من بناء ومعدات ومشاريع . لم تحرمه الايام من احلامه فكان العمل في هذا الصرح المسمي ( بتروجت) نصيبه من الدنيا . هي معهد كبير ومؤسسة عملاقه امتزج فيها بفكره وعرقه واحلامه . انها ساحة كبيرة تستوعب اية احلام و تكمن فيها دوافع التحدي والنجاح . نظراته كانت متلاحقه وعيونه كانت مستيقظة وتفكيره كان متوقداً . استطاع ان يجول في جنباتها ويرسم لوحاً بديعة من الفن الهندسي البديع . واجه تحديات الطبيعة و صعوبات التعامل مع الظروف المعاكسه حتى وصل بها الى عتبات تحقيق المستحيل . هكذا كان عندما ادركته العيون المتفحصة ورأت فيه مثالاً للقيادة المتوثبة التي لا تألم ولا تغضب ولا تيأس وهذا هو المهم .
ترأس هذه الشركة عن جدارة وانطلق بها من خيال احلامه الى مقدرات الواقع وانجازاته التي لا تعرف المستحيل . دخل بها الى انفاق لا يعلم الا الله كيف تم غزوها تحت المياه لتكون طريقاً سائغاً للعابرين . بصماته في الانفاق ومشاريع البترول العملاقة في ربوع مصر التي لا تنتهي ولا تكفيها مواضيع لسردها .كانت اختياراته دائماً في مشاريع التحدي الكبري وكان لها . ذهب الى السعودية وعمان والاردن وافريقيا ليثبت جدارته في ارض غريبة وان النجاح والتفوق ليس صدفة و بتروجت لا تعرف للغربة سبيل و تحقيق النجاح من بديل .
ربما تبدو الشركة في عهده من الشركات القليلة التي تحقق المليارات التي تثلج الصدر وتعطي لنا الامل في وجود شركات عملاقة في بلادنا تستحق بصدق معنى كلمة (شركة) بكل ما تعنيه الكلمة من مقومات . وصل بها الى مستويات الجدارة التي عنوانها (قهر المستحيل تخصصنا) .
لم يترك وليد لطفي مجال التصنيع وانخرط فيه بكل ما اوتي من خبرة وعناد وتشارك مع كبريات الشركات العالمية فدخل غير عابئ الي مجالات الرفع الصناعي لآبار البترول واجهزة ومعدات التكرير وغير ذلك كثير . غدت هذه الشركة جوهرة متلألئة في سماء العمل والانجازات واصبح مجرد التعامل معها شرف كبير .
هكذا تكون القيادة التي تحب عملها و تبدع في تخصصها وتصعد فيه بعيداً من عتبات الاحلام الي ناطحات الحقيقه والبيان . اصبح كل هذا يضيق على قيادهةواعدة مثل (وليد لطفي ) فأحلامه باتت اكبر واماله للقطاع اوسع واشمل واعتبر ان كل ماحققته بتروجت مجرد مثال بسيط لما يدور في خلده من حب ورغبة في رفع شأن قطاع البترول الذي اصبح يئن من ثقل احماله ومسئولياته .
الفرصه سانحة ( للملا) ليستعين بهذا الفارس لتغيير وجه القطاع والانتقال به الى مرحلة الديناميكية وقهر التحديات فهذا هو الوقت المناسب . لقد ضاقت بتروجت "من وجهة نظرنا"،بكل مافيها من انجازات وعمل على فكر وتطلع هذا الرجل واصبح لزاماً ان يجد مجالاً اوسع يطير فيه بأحلامه ورغبته في الوصول الى الافضل .
نحن نعتز بقيادتنا الواعية ولكن اعتزازنا بالقطاع والوطن اكبر بكثير من اي شخصية فكلنا متعبدون في محراب الوطن ولن نبخل عليه بأي من ابناؤنا مهما علا شأنه وذاع صيته . نحن نقدم هذا الابن المجتهد الشغوف لقطاع البترول و وزيره ذو النظرة الثاقبة كربان يقود فيه سفينة العمل التي تواجه تحديات تجابه أمواجاً عاتية واعتقد ان (الملا) يعرف تماماً أين ومتي يضع ثقته…والسلام ،
#سقراط