رغم عظمة الفكر الذي قدمه الدكتور مصطفى محمود "رحمه الله" إلا أنه كان يرى كلماته مجرد أقوال لن توصله لمراده عندما يلقى الله...وفي منتصف حياته ألفَّ أكثر من 75 كتاب، جنى منها الكثير من المال، ولكنه ظل في صراع مع نفسه، ماذا قدمت سوى كلمات، فأين الفعل!!
وكان الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، يجالس الدكتور مصطفى محمود، وفي كل مرة كان يسأله: هل ترى أن هذه الكتب كافية لتكون شيئ جيد؟،- وكان عبدالوهاب يرد: إنه عمل رائع كالموسيقى والغناء، وكان مصطفى محمود يقول له: كيف تقابل الله بشوية ألحان وأغاني، وأقابله بشوية كلام؟.
وبعد تفكير طويل أهتدى الدكتور مصطفى محمود إلى أن الكلام غير الفعل، وأنه لا بد من فعل حتى يشعر أنه قدم رسالة مفيدة للإنسانية، فبدأ في تأسيس ألاعمال الخيرية، فبنى مسجده وشيد مستشفى وداراً للأيتام، وكانت أيدي الفنانين أقرب من يده في دعم هذه المشروعات وخروجها للنور.
ولم يهتدى ألدكتور مصطفى محمود إلى أن هناك فرق كبير بين القول والفعل، إلا لأنه كان دائم التأمل في قوله تعالى: ياأيها الذين أمنوا أتقوا الله وقولوا قولاً سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً.
وهكذا جاء الفرق بين القول والفعل، وحتى الفعل الطيب والمقبول يلزمه قولة حق، فلينظر كلاً منا ماذا يقول وماذا يفعل!!
