كنا نردد كثيراً "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك" ، كان مجرد كلام ..شعار..حكمة ،نتفوه بها كلما أستدعت الضرورة ذلك أمام الناس ...والآن أصبح الواحد يشعر بصفير هواء جري الزمن دون توقف ، دون تمهل ، دون أن يضبط سرعته أحد...نستيقظ من النوم ، وكل منا يغادر وسادته ، وسرعان مايعود إليها ، لانرى نور الشمس في البيوت ، فقط تعودنا على ضلمة الليل ...في كل لحظة يُقلب لنا الفيس بوك صوراً كانت بالأمس القريب ، لكن عدى عليها سنوات دون أن نشعر ، ذكرى صديق فارق أو عزيز مات ، أو أخ فُقد ، كلهم ذهبوا في وقت قريب من الذاكرة ، بعيد من الزمن..."الأجازة" ،أي أجازة ، تخيلوا كم كانت طويلة ...رأيتم كيف مضت!!!! والثماني سنوات التي ترأست فيها الشركة ، أو العشر التي كنت فيها وزير ، رأيت كيف مضت!!!! والسيارة التي كانت حديثة مضى عليها عشر سنوات ..وصور أولادك وهم صغار ، لقد كبروا ، ولم يعد بإمكانهم تحمل سخافتك أن تعاملهم كما لو كانوا صغارا...أنظر إلى نفسك في المرآة ...أمسك بصورة أُلتقطت لك من عشرون سنة ..تخيل أبوك الذي رحل وكيف كان يمضغ لك الطعام ويضعه في فمك ...أُمك التي كانت توقظك منذ لحظات من نومك ، لكنها رحلت ومضى عليها خمسة عشر عاماً ، صورتك أنت وزوجتك في ليلة الزفاف ، كيف أصبحت قديمة -باهتة-مجرد ذكرى لشعر ذقنك وأنت صغير ...كله يمضي سريعاً، كله مضى سريعاً ، كله سريعاً سيمضي...لقد سرقنا حتى من أنفسنا ، لم يمنحنا حتى فرصة الإستمتاع به ، إنه "الزمن"،فهل تملكون فرملته!!!!!