الكاتب : عثمان علام |
11:15 pm 21/10/2023
| 1873
أن تعمل ولا تتكاسل وتنجز فذاك هو الأساس ، وأن تعمل وتنجز وتتفوق وترفع من قيمة المكان فهذا هو التفوق الحقيقي الذي يستحق الشكر والعرفان والتقدير والكتابة .
كثيراً من القيادات عندما يبدأ العد التنازلي لخروجهم للمعاش يتركون الأمور تسير بشكل غير طبيعي ، يتكالسون ، يرفضون اتخاذ أي قرار ، كلاً منهم يردد على مسامع غيره "لا أريد فعل شيء ..أريد أن أخرج بسلام"، ولعل هذا نابع من الخوف على تاريخ وظيفي طويل ممتد ل38 عاماً ، يخاف الواحد منهم أن يتخذ قرار فيكون مصيره الحبس أو الفضيحة أو ما شابه .
لكن ورغم وجود هؤلاء ، فهناك قِلة تعمل لأخر لحظة ، وأخر يوم لها على الكرسي مثل أول يوم ، وهذه عقيدة لدى بعض الأشخاص ، فالذين أعتادوا العمل والجد ووضع الله نصب أعينهم ، يعتبرون أن القيادة أمانة ، وأن المنصب تكليف وليس تشريف ، وأن الكرسي مسئولية وليس نزهة شعبية .
المهندس عمرو كامل رئيس شركة أسبك ، هو أحد هؤلاء الذين يعتبرون المنصب تكليف لا تشريف ، وهو أحد الأشخاص القليلون الذين يعملون لأخر نفس ، الرجل بدأ فى العد التنازلي ، لكنه ورغم كل ما أنجزه فى الشركة تراوده أحلام عريضة لصنع المزيد من المعجزات للشركة ، وعمرو كامل هو أول من حرك المياه الراكدة داخل أسبك ، وهو من وضع يده في جحور الثعابين وحارب مراكز القوى من أجل شركته وقطاعه وبلده .
وليس هذا بجديد على شخصية مثل عمرو كامل ، الرجل الذي خالط الأجانب وعمل في مؤسسات دولية وعالمية ، كما أن الذي يتتبع تاريخه عندما كان في شركة ميدور ، وكيف أنه فك طلاسم عجز عن فكها الذين حاربوه وعطلوا مسيرته ، يتأكد بأنه كان من الأجدر أن نرى عمرو كامل نائباً فى الهيئة أو رئيساً لشركة قابضة ، غير أن الرياح أحياناً تأتي بما لا تشتهي السفن ، وأن الله هو الذي يقدر الأقدار وأن إرادته هي الخير ، وأن الريح الذي لا تشتهيه السفينة هو الذي نجاها ونجا من عليها .
تولى عمرو كامل أسبك ، وخلال أقل من عام وصل إنتاج الشركة ل136 الف طن من المنتجات ، وتم تحقيق قيمة مبيعات ب 1,8 مليار جنيه بزيادة قدرها 214 مليون جنيه عن العام السابق ، وتحقيق صافي ربح قدره 305 مليون جنيه بزيادة قدرها 90 مليون جنيه وبزيادة 42 % عن العام السابق ، كما حصلت الشركة في عهده على شهادة الأيزو 1700025 للمعامل الكيميائية وشهادة الأيزو 450001 ، كما قام عمرو كامل بتحديث البنية التحتية من رصف الطرق والصرف وكذلك عملية التشجير وتلبية متطلبات المنطقة الجغرافية .
وهكذا يسوق القدر أشخاص نظن أنهم ظُلموا بتوليهم لمكان نراه صغيراً ، بينما الله أراد الخير للمكان ذاته حتى يعلو شأنه وترتفع قيمته .
#حكاوي_علام #عثمان_علام