الكاتب : عثمان علام |
10:31 pm 01/08/2023
| 4278
الإدراك الحقيقي أن تعرف الماضي وتعيه بكل جوارحك حتى تعي الحاضر وتستطيع الحكم عليه مجرداً من أي ضغوط أو وجهات نظر غير حقيقية ، خاصةً إذا كان ما يحدث في حاضرك إيجابياً مغايراً لما حدث فى الماضي .
وأعتقد أن تجربة المهندس خالد إبراهيم في شركة بترومنت ، قادرة أن تحكي وتسطر ألف حكاية وحكاية للعاملين بالشركة أولاً ثم للشركة ذاتها بجدرانها ومواقعها ومعداتها وأرضها .
القصة بدأت منذ عدة أشهر ، عندما صدر قرار المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ، بتولي المهندس خالد إبراهيم رئاسة شركة بترومنت ، ليُصلح ما أفسده الدهر في شركة قوامها سواعد العاملين بها ، فليس لديها آبار ولا مخزون من الغاز والزيت يسد احتياجاتها وقت العوز ، شركة كنا نصحو يومياً على حجم توقيعات لمشروعات "طبعاً وهمية"، لو كانت صحيحة لأصبحت بترومنت أفضل من أرامكو السعودية ، ثم أكتشفنا جميعاً بما فينا صاحب القرار ، أن كل هذه دعاية واهية مثلها مثل بيانات وزير الإعلام الهتلري جوبلز هوهو الذي كان يملئ الدنيا صياحاً بانتصارات الواهية أو حتى محمد سعيد الصحاف .
ولأنه كان لابد من إنقاذ سريع جاء قرار المهندس خالد إبراهيم ليضع حداً للبيانات الواهية ، ولتبدأ بترومنت عصراً جديداً من الإنجازات الحقيقية ، على يد رجل لطالما تعلم وعمل في مدرسة الأبطال "بتروجت"،وليكون هو الأداة التي تُقيل بترومنت من عثرتها وتنتشلها من الوحل الذي كانت فيه .
لم يفعل المهندس خالد إبراهيم الكثير ، لكن البداية كانت صحيحة ، فقد بحث عن عقول الشركة المدفونة ، وأعاد الحق للمظلومين ، ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب ، وأخذ بيد الصنايعية والحدادين والمهندسين ، وكانت النتائج مبهرة ومبشرة في ظل ظروف إقتصادية تأكل الأخضر واليابس .
ولا نريد التأكيد على كلامنا بالأرقام ، فحتماً سيأتي وقت "وهو قريب"، نذكر فيه الأرقام ونسطرها ونسوقها إليكم ، لكن نترك التأكيد على هذه الكلمات من داخل الشركة ، من موظفيها ، من عمالها وفنييها ومهندسيها ، من سيداتها ورجالها ، هم أقدر منا جميعاً على الحكم على تجربة المهندس خالد إبراهيم .
وليس هذا بجديد على سواعد بتروجت عندما يتولون أي منصب وأي مسئولية ، وأعتقد أن تجربة المهندس محمد عبدالحافظ عندما تولى رئاسة شركة صان مصر قادماً من بتروجت ، كانت دليلاً واضحاً على أن خريجي بتروجت لا يستعصي عليهم شيء ، ولو كانت هذه الزاوية تسمح ، لسطرت لكم عشرات بل مئات التجارب الناجحة والساطعة لقيادات بتروجت على مدار تاريخها ، عندما قذفت بهم الشركة لأماكن أخرى ، والمهندس خالد إبراهيم أحد فروع هذه الشجرة المثمرة التي تظلل على كافة الشوارع والطرقات .
ولو كنتم تظنون أنني أقول كلاماً مرسلاً وعبثياً ، فسأدعكم في ظنونكم ، حتى يأتي الوقت الذي نزف إليكم عشرات الأخبار السارة عن مولد كيان جديد إسمه "بترومنت"، داخلياً وخارجياً ، لكن حتماً القابعون داخل جدران المكان يعلمون جيداً الفرق الواضح بين الغث والسمين ، وبين الجد والهزل وبين العمل والخمول ، وبين من يقول ويعمل ومن يقول ولا يعمل ، وبين من يكذب ويتجمل وبين من يصدق ويتأمل .
#حكاوي_علام