للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...اللص الذي سرق منا كل شيئ !!

كلمتين ونص...اللص الذي سرق منا كل شيئ !!

الكاتب : عثمان علام |

06:37 am 30/07/2017

| رئيس التحرير

| 1477


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

التوحد حول الفيس بوك أصبح مرض العصر، السيدات يهربن من البيوت ليتحدثن مع قريناتهن بعد إصابتهن بخرس الفيس، وإذا ذهبن اليهن فشاهدهن وهن جالسات، وكل واحدةً منهن تريد الدخول في الموبايل والجلوس خلف شاشته... وهكذا الرجال، حتى كبار السن الذين كانوا يحاصروننا بحكايات الماضي الجميل وقيمه وأخلافياته وحلوه ومره، تحولوا هم أيضاً مرضى بالفيس بوك...حتى رجال وسيدات الريف ممن لايجيدون القراءة والكتابة، خصصوا لهم حفيد يطالع لهم أخبار العالم والمجتمع والأبناء في الخارج عبر الفيس بوك.

القضية لم تعد فقط أن الفيس هو ذلك الجاسوس الأكبر عليك طول الوقت، ولم يعد هو ذلك الرجل أو السيدة الذي يدخل بيتك بدون إذن، القضية باتت قضية مرض فعلي وحقيقي وإدمان أصاب المجتمع.

وإن لم يكن الأمر هكذا، فبماذا نفسر جلساتنا في البيت والعمل والمقهى وأثناء قيادة السيارة وحتى ونحن في الحمام نتصفح الفيس بوك؟.

أطباء الصحة النفسية يؤكدون أن شرب الحشيش ليس إدمان، لكن الفيس بوك إدمان حقيقي، وحتى تتأكد من ذلك جرب أن تقلع عن هذه العادة ليوم أو إثنين، حتماً ستجد نفسك عائد لا محالة، فالمقلع عن التدخين يستطيع أن يواصل لأكثر من عام، بينما المقلع عن الفيس لا يستطيع المواصلة أكثر من يومين على الأكثر.

ورغم أن هناك وسائل للتواصل الإجتماعي عديدة مثل: تويتر وانستجرام وواتس آب، لكن يظل الفيس هو اللص الأول، السارق لحياتنا ونومنا وصحونا وأطفالنا وأنفسنا، إنه المدمر لكل ماهو جميل، هو الذي جعلنا نهجر الكتاب، وجعلنا نفرط في القلم، وجعلنا نفقد ذكريات كنا نعود اليها كلما شدنا الحنين... لقد ضاع ألبوم الصور الذي كنا نرى فيه تغير ملامحنا كل حين، ضاعت لحظات الطفولة من وجوه أبنائنا رغم آلاف الصور لهم في ذاكرة الفيس نفسه...إنها ذاكرة فاسدة أفقدتنا آدميتنا فأصبحنا لا نملك  من جسدنا سوى إصبع يكتب ويتصفح وشاشة كادت تفقدنا نور عيوننا!!


أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟