قبل بضع ساعات من الآن كانت أرواح شهداء حريق سيدبك تنادي وزير البترول طارق الملا وتقول:
ماذا تقول لأطفالاً بذي مرخ...خضر الحواصل لا ماء ولا طاعم.
ألقيت عائلهم في نار موقدةٍ...فأصفح سلام الله عليك ياطارق.
إنهم يشيرون إلى صغارهم الذين تُركوا بدون عائل، ولآبائهم وأمهاتهم الذين لن يجدوا من يحنو عليهم...لكن أراح المهندس طارق الملا أرواحهم، صنع لهم مضجعاً يتكئون عليه في قبورهم، ينامون بسلام مطمئنين على أولادهم وآبائهم وأمهاتهم وإخوانهم الذين تُركوا بغير عائل ولا متكئ.
لم يثلج صدورهم فقط وهم مقبورين أرواحهم في حواصل طيور خضر تمرح في جنة الخلد، لكنه أثلج صدورنا جميعاً بقراراه بتعيين ذويهم أو زوجاتهم أو أشقائهم، بل وتعويضهم عن حياتهم التي راحت بسبب أخطاء مديرين لم يحسنوا التدبير ولا التفكير...قرار جاء في وقته ليضمد الجراح وليجفف دموع لاتزال تسيل على فقدها من أحبت، شباب ذهب في غمضة عين، تحول إلى جثة محترقة....شهداء الواجب، مثلهم مثل الجنود الذين يروحون ضحايا الغدر والخسة والجُبن، لافرق بين هذا وذاك، فهذا يعمل ليخدم ويلبي إحتياجات بلده، وذاك يقف على الجبهة لتأميننا جميعاً، رجال ونساء، شيوخاً وشباب وأطفال و رضع وزهرات صغيرات.
شكراً ياوزير البترول، وشكراً لكل من ساهم في هذا القرار وسانده، وشكراً للسيد ابراهيم خطاب الذي سيسارع الخطى في تنفيذ القرار بحنكته وفطنته وأدبه وإنسانيته، ولا أراكم الله محروقاً في عزيز لديكم.