في عام 2000 لحن كاظم الساهر أشعار عبدالوهاب محمد" مقدرش"، ثم غناها بأجمل إحساس من الممكن أن يشعر به مطرب في التاريخ الحديث.
وبمثل هذه الكلمات وغيرها كتب كاظم الساهر تاريخه بأحرف من نور، فهو مطرب مختلف في كل شيئ، إذا غنى تسمعه وكأنك لم تستمع لأحد غيره، وإذا لحن تشعر به وكأنه هو الذي كتب وغني وأطربك أيضاً.
ولا أظن أن كلمات أغنية"مقدرش" لم تلمس في كلاً منا وتراً حساساً لديه، بل أنها تعبر عن مرحلة عمرية عاشها كلاً منا ولا تزال تعيش بداخله طوال الوقت، فكل المحبين والعاشقين لهم ذكريات يحملونها بداخلهم رغم مرور الزمن، صفحة لم ينجح الزمان في أي وقتٍ أن يطويها، وكيف تطوى وهي ذاك الماضي الجميل الذي يجعلنا نستمتع بحاضرنا مهما كانت قسوته.
الكلمات تأتي لتحيى الجراح، لتوقظ الزمان، وما كان له أن يستيقظ لولا أن هناك من أحس فكتب، ومن عاش فطرب.
ترون جمال الكلمات:
مقدرش أكون جنبكم ..ولا أفوتش من حيكم . ما جيش طالب قربكم .. ولا بسأل أزيكم.
بمر جنب الحيطان ..إللي شافتنا زمان. ماشين بأيد شابكة أيد.. وبخطوتين من حنان. بمر شارد وحيد ..وأخاف تشوفني الجيران. يقولوا ماله اللي كان ..يمر دايماً سعيد. أمشي هناك غصب عني ..وأفوت عليكم لأني. بمشي وأنا في سكتي ..بمد في خطوتي .
أخاف إذا سبتها ..أقف تطول وقفتي. بالي في كلامي تلغى ..وعيني مترغرغه..بدموعي وبحسرتي. أمشي هناك غصب عني ..وأفوت عليكم لأني.
إنها الكلمات التي توقظ الذكريات، فيظهر فينا الإنسان، الذي مهما علا شأنه وكبرت همته، يظل عالق بشيئ ما، يتمنى يوماً أن لو عاد إليه ولو كان ثمنه كل ما جناه طيلة سنوات العمر!!
