الكاتب : عثمان علام |
09:26 pm 31/07/2022
| 3176
ربما يكون لديك الكثير من المهارات ، لكنك لا تدرك كيف تعمل ولا كيف تصنع ولا حتى تستطيع إسعاد نفسك ، وقد تملك المال وتكون فقيراً ، بينما تكون فقيراً وتكون سعيداً .
العالم منقسم الى قسمين ، احدهما يملك العمل ويجني منه المال ويسعد نفسه ، وأخر سعادته فى العمل ، لأنه كل شيئ بالنسبة له ، وبينما العالم هكذا ، هناك أشخاص ملوك في اوطانهم وعبيد في اوطان أخرى
الملك سيفاس بنساه، البالغ من العمر حوالي 74 عامًا ، يحكم مملكة تُدعى “كبي” شرق غانا على حدود توغو، وتضم 2 مليون شخص من شعب الإيو.
استطاع حاكم مملكة صغيرة في جنوب شرق غانا أن يغير كافة التقاليد المتعارف عليها فيما يتعلق بحياة الملوك ، فبدلًا من حياة القصور والملابس الفخمة الثمينة، اتخذ الملك من ملابس تصليح السيارات الملطخة ببقع من الشحوم والزيوت زيًا أساسيًا له، لتتحول قصة حياته أشبه بالأساطير.
كانت الدراسة هي الهدف الأساسي للملك سيفاس بنساه، حيث سافر إلى ألمانيا في برنامج تبادل طلابي عام 1970، حيث درس الميكانيكا التي لا طالما أظهر تفوقًا كبيرًا فيها، وعندما أتم دراسته وحصل على الجنسية الألمانية، استقر هناك وأسس ورشة لتصليح السيارات في مدينة لودفيغشافن ، حتى جاء الخبر المشؤوم وهو وفاة جده عام 1978.
ورث “بنساه” حكم مملكة “كبي”، لتتغير حياته رأسًا على عقب، فقد تم استبعاد والده وأخيه الأكبر من وراثة الحكم بسبب استخدامهم لليد اليسرى .
ترك حياة الملوك ليعمل ميكانيكيا
وعلى الرغم من وجود كافة وسائل العيش اليسيرة بالنسبة للملك “بنساه” في مملكته وسط رعيته، وامتلاكه لثروة طائلة لا تُقدر بمال، عزف الملك عن هذه الحياة الرغيدة، واستمر يعمل ميكانيكيًا في ورشة تصليح السيارات الخاصة به في ألمانيا، محافظًا على روح الحماس والتواضع الذي تملكه منذ أن كان شابًا في مقتبل العمر.
إسهامات متعددة لخدمة شعبه
وتجلت القدرة على الإدارة الحكيمة والتخطيط والتنظيم الجيد، في قيام الملك “بنساه” بتنظيم وقته بشكل مذهل، ليستطيع أن يعمل فى الصباح في ورشته، ويحكم رعيته ويدير شئون القبيلة عبر موقع التواصل الاجتماعي “سكايب“، وكذلك يقضي بعض الوقت مع أسرته.
وللملك “بنساه” تاريخ حافل بالإنجازات والمشروعات التي قام بتأسيسها لخدمة شعبه، حيث أسهم في عدة مشاريع إغاثة مثل بناء المدارس والمستشفيات .
ويواظب الملك على زيارة موطنه 8 مرات سنويًا ، ولتمويل حملاته ومشاريعه الإغاثية يصنع سيفاس شراب الجعة أو البيرة الكحولي الذي يحمل اسم Akosombo ويبيعه رغم أنه لا يتذوق الكحول إطلاقًا.
وقصة "سيفاس"، ملهمة للبعض ، حتى لي وأنا أكتب جزء عنها وانقل الأخر ، فشخص يعمل ميكانيكياً في بلد وملك في بلد ، تستحق أن تكتب وتقرأ وربما تطبق .