الوفاء عملة نادرة في ذلك الزمان، عملة أصبحت مقبورة في رمال الضغوط والنكران والتنكر لكل من أدى رسالة في وقتٍ ما، غير أن هناك من يعي ذلك ويحاول مابين الحين والأخر تدعيم أواصر الود وخلق التواصل بين الأجيال.
المهندس عمرو مصطفى رئيس "أموك"واحد من الذين يؤمنون بضرورة تواصل الأجيال، وأن من يفقد ماضيه لايمكن أن يكون له حاضر، وأن من خرج للمعاش لايمكن أن يُنسى في زحمة الأيام، بل له حق على زملاءه في الخدمة أو تلاميذه الذين أعتلوا الكرسي مكانه.
وقد كانت مظاهرة حب تلك التي صنعها عمرو مصطفى بلمسة عظيمة منه، فقد جمع كل قيادات الشركة السابقين، وأُسر من مات منهم، فوحدهم على مائدة رمضانية خرج منها الجميع ليس مملوء البطن بل مملوء العقل بأن هناك من يحفظ العهد، ويعرف للرجال قيمتهم وقدرهم، وأن قطاع البترول ذلك المرفق الحيوي والعمود الفقري للدولة قطاع لايمكن أن ينسى رجال مخلصين تعبوا وأفنوا حياتهم في العمل، وفي غفلة من الزمان شعروا أنهم منسيون لا أحد يضمد جراحهم، لتأتي هذه اللفتات الإنسانية العظيمة فتحيي ذكريات كانت لهؤلاء العظام.
وفاء جمع الدكتور سيد الخراشي والكيميائي محمود نظيم وكافة من سبقوا عمرو مصطفى في أموك، هو وفاء نحن بحاجة إليه، إن لم يكن من أجل من خرجوا وتركوا مناصبهم، فمن أجل الشباب الذين هم في حاجة إلى من يذكرهم بتاريخهم وماضيهم، وإنه لتاريخ مشرف وماضٍ عريق!!
