قبل ثلاثة أعوام من اليوم كتبت تقريراً بعنوان"ماذا لو..حركة تغييرات في قطاع البترول"،-وقلت أن المهندس شريف وزير البترول وقتها أصدر قرار بأكبر حركة تغييرات وتنقلات في القطاع، وتضمن التقرير أسماء أكثر من ٣٠ قيادة من كبار القيادات، وكانت حركة تخيلية تأملية وإجتهاد صحفي مراقب، رأى أن تنقل القيادات وبعدهم عن أماكنهم قد يُحدث نقلة إيجابية في إدارة القطاع.
وحقق التقرير نسب مشاهدات عالية، وذُيلّت نهايته ببعض الكلمات كان مفادها، أن هذه الحركة لو أصدرها الوزير فعلياً فستحدث نقلة، وأنني أفترض لو أن الحركة صدرت فسيجني القطاع نتائجها، ولم يكن في التقرير تجريح لأحد، ولا نيلاً من أحد.
أطلق بعض القيادات عليَّ لقب العفريت الذي أستطاع بكلمات إحداث حالة من الحراك بين القيادات، غير أن مضمون اللقب يختلف تماماً عن مضمون مسلسل "عفاريت عدلي علام"، ففرق كبير بين أن تكتب لتساهم في صناعة قرار صحيح وسليم وهذا دور أساسي للصحفي، وبين صحفي يكتب مقالاته كاهن كبير موظف في أرشيف المؤسسة، فيقلب الحق باطلاً والباطل حق.
وأرى أن ذلك واقع تعيشه الصحافة المصرية الآن، فليست محاولات التقرب والتملق هي التي تصنع من الصحفي نجماً في المجتمع، وإنما المصداقية والمهنية والحرفية والكلمة الحرة هم الذين يصنعون ذلك، ولهذا ليكن منهج الجميع عندما يكتب أن الله أقسم فقال"نون والقلم ومايسطرون"،- فليكن مايُسطر الحق بعينه دون مواربة، فالله عظمنا فليس هناك داعٍ للكذب والتضليل!!