قابل الإمام على بن أبي طالب أحد أصحابه وكان مترفاً، فسأله إلى أين تذهب؟، فقال: إلى السوق كي أشتري متاع، فقال له الإمام: او كلما أشتهيت أشتريت.
وإذا أردت أن تقيس أيمانك، فعليك أن تعرف مدى مقاومتك لما تحب، وتحملك لما تكره، فمبلغ الفوز بالآخرة مدى تطابق ذلك عليك من عدمه، ولهذا قال تعالى: فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ.
والدنيا هي ذلك النهر الجاري من الشهوات والملذات والمفسدات، من يترك نفسه لها ينغمس في نعيمها، ومن يأخذ منها بقدر فقد جنب نفسه الإغترار بها، وهؤلاء قليلون، والله خلق الدنيا من أجل هؤلاء القليلين الذين يقاومون مايحبون ويتحملون مايكرهون، أما الأكثرية فهم حطب الشهوات في الدنيا وحطب النار في الآخرة!!