أين الملوك التي كانت مسلطة...حتى سقاها بكأس الموت ساقيها.
ويعلونا الأمل في صنع أشياء، حتى ونحن نعاني حتى ونحن في قمة مجدنا، ولا ندري أنه مابين غمضة عين تذهب الروح، مجرد نفس قد يدخل ولا يخرج، ثم الذهاب بلا عودة، ثم الرحيل، حيث لا أصدقاء ولا عيال ولا زوجة ولا مال ولا سلطة ولا نفوذ.
وإنه والله حق، وإنه والله الواقع الحقيقي الوحيد بين أعيننا، فكم من عزيز مات، وكم من وزير فُني، وجه الله هو الدائم فقط...يموت أهل الدنيا عن أخرهم ولا يبقى إلا الملائكة فيأمر الله ملك الموت بقبض أرواحهم جميعاً حتى إذا لم يبقى إلا عزرائيل، فيأمره سبحانه بقبض روحه بنفسه، فيصرخ صرخةً لو سمعها أهل الأرض لقاموا من قبورهم.
وإن الدنيا هينة عند الله، ولا يأخذ منها الإنسان إلا ماقدم وأكتسب، فإن كانت خيراً فخير، وإن كانت شراً فشر، وعجباً لأقوام يعرفون كل ذلك، بينما يتناحرون ويظلمون وينكلون ويملأون الأرض فسادا، فإنه الأجل المنقضي لامحالة، وأنها رحلة حياتية لاتعدو كونها كمن دخل من باب وخرج من أخر.
وصدق من قال:
حقيـق بالتواضع من يموت... ويكفي المرء مــن دنياه قوت.
فما للمرء يصبـح ذا همـوم... وحرص ليـس تدركه النعوت.