للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص..ويكفي المرء من دنياه قوت!!

كلمتين ونص..ويكفي المرء من دنياه قوت!!

الكاتب : عثمان علام |

06:41 am 29/05/2017

| رئيس التحرير

| 1994


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

أحزنني فراق السيدة صفاء حجازي، بكيتها كما بكاها الكثيرون، تذكرت لحظة الفراق، فراقنا جميعاً، دموع سالت لا على من مات، لكن ربما على من ينتظر الممات.

وكان شاعر الزهاد الإمام علي يقول :

النفـس تـبكي على الدنيا وقـد عـلمت...أن السلامة فيها ترك ما فيها.

لا دار للمرء بعد الموت يسـكنها...إلا التي كان قـبل الموت بانيهـا. 

فأن بناها بخير طاب مسكنها...وإن بناها بسوء خاب بانيهـا.

أين الملوك التي كانت مسلطة...حتى سقاها بكأس الموت ساقيها. 

ويعلونا الأمل في صنع أشياء، حتى ونحن نعاني حتى ونحن في قمة مجدنا، ولا ندري أنه مابين غمضة عين تذهب الروح، مجرد نفس قد يدخل ولا يخرج، ثم الذهاب بلا عودة، ثم الرحيل، حيث لا أصدقاء ولا عيال ولا زوجة ولا مال ولا سلطة ولا نفوذ.

وإنه والله حق، وإنه والله الواقع الحقيقي الوحيد بين أعيننا، فكم من عزيز مات، وكم من وزير فُني، وجه الله هو الدائم فقط...يموت أهل الدنيا عن أخرهم ولا يبقى إلا الملائكة فيأمر الله ملك الموت بقبض أرواحهم جميعاً حتى إذا لم يبقى إلا عزرائيل، فيأمره سبحانه بقبض روحه بنفسه، فيصرخ صرخةً لو سمعها أهل الأرض لقاموا من قبورهم.

وإن الدنيا هينة عند الله، ولا يأخذ منها الإنسان إلا ماقدم وأكتسب، فإن كانت خيراً فخير، وإن كانت شراً فشر، وعجباً لأقوام يعرفون كل ذلك، بينما يتناحرون ويظلمون وينكلون ويملأون الأرض فسادا، فإنه الأجل المنقضي لامحالة، وأنها رحلة حياتية لاتعدو كونها كمن دخل من باب وخرج من أخر.

وصدق من قال:

حقيـق بالتواضع من يموت... ويكفي المرء مــن دنياه قوت.

فما للمرء يصبـح ذا همـوم... وحرص ليـس تدركه النعوت. 

صنـيـع مليكنـا حســـن جميل...وما أرزاقـنا عنا تفوت

فيا هذا سترحل عــن قريب...إلى قوم كلامهم سكوت.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟