ليست العبرة من الصوم مجرد الإمساك عن شهوتي البطن والفرج، ولم يشرعه سبحانه حتى نعاني الحرمان من هذين اللذتين، فماذا يفعل الله بعذابنا حتى لو كفرنا، إنه الغني عن كل شيئ.
إن تقديس الشعيرة هو واحب مطلوب النفاذ" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، وهذا هو المقصد والغاية في كل العبادات، نمتثل لأوامر الله ثم نرى ماذا وراء ذلك.
والصوم في ظاهره هو إحساس كلاً منا بمعاناة غيره من أشياء نُحرم منها بعض الوقت بينما هو قد يكون محروماً منها طوال العام، ومن هنا يتأتى مبدأ التكافل الإجتماعي والبحث عن أصحاب الفاقة والجوعى والمحرومين، وهذا هو الظاهر.
أما الباطن والذي لايعلمه الكثيرون، فهو ما لخصه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه"صوموا تصحوا"،-وهنا تبرز القيمة الطبية الربانية، وفي ذلك أبحاث طبية كثيرة تدلل وتؤكد على أن الصوم يقي الإنسان من أمراض عدة منها السرطان.
صوموا عن الأكل والشرب وعن السب والقذف وعن الأذى والضغينة، صوموا عن التنكيل بغيركم، ردوا المظالم، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، خاصةً في هذا الشهر الكريم!!