الكاتب : عثمان علام |
11:04 pm 22/12/2021
| 4907
مهما تعاظمت الفكرة ، فلا أعتقد أنه بإمكان أحد مهما كان عقله أن يجمع كل هؤلاء القيادات العظام داخل كيان واحد ، مثلما هو الأمر داخل جمعية البترول المصرية ، يبدو الأمر في ظاهره أن هناك مجلس أعلى للبترول وللتاريخ وللجغرافيا وللآداب والفنون والعملقة داخل الجمعية ، لكن باطن الأمر يختلف عن ظاهره ، فأنا يبدو لي الأمر أن مجموعة من الذين أحبهم وأقدرهم تجمعوا في مكان واحد ، كان من الممكن أن يكون شكل تنظيمهم على نحو أفضل ، لكني وجدت هذا النحو ينحني الى اتجاه الشيخوخة التي لا تريد تقديم شيئ لغيرها ، بل تردم تاريخها "عن قصد أو عن غير قصد"، فلا يراهم أحد ولا يسمعهم ، يرون أن استضافة مسئول بالقطاع انجازاً ، ويعتبرون استضافتهم داخل مكان بالقطاع تفضلا .
ما أريد قوله بعيداً عن الفلسفة النقدية ، أن جمعية البترول المصرية ، تجمع بين طياتها قامات منتقاة ، يحلف بتاريخهم القاصي والداني ، يتولى رئاستها الدكتور سيد الخراشي ، وزير بترول الاسكندرية البالغ من العمر (80) عاماً ، والأمين العام للجمعية ، العظيم هادي فهمي ، وهو الشباب الدائم ، والاعضاء كلهم معاشات من القامات العظيمة ، امثال: مدحت يوسف (71) عاماً ويسري الشماع (74) عاماً وعادل الشويخ (63) عاماً ، وشوقي الخولي ومحمد الشيمي ، والدكتور جمال القليوبي ، وهو الاصغر سناً (52) عاماً والأكثر فكراً وتجدداً .
كان من المفترض أن يكون لجمعية البترول المصرية دور رائد نتباهى به جميعاً ، بل ونقدره ونثمنه ، نحن نريد منها أن تكون منارة لإثراء الثقافة البترولية ، مجلساً أعلى للبترول غير حكومي، مستشاراً أميناً للقطاع ، تعقد ندوات وتدشن مؤتمرات ، يكون لها برنامج واضح تطلع به ويليق بالخبرات الموجودة بها ، دور حقيقي تقدمه جهة مستقلة لا تخشى على نفسها من قرارات وزارة البترول ، ولا تخاف من سلطة القطاع ، لكن الأمر يبدو عكس ذلك تماماً
ويؤسفني أن أكتب هذا الكلام وتكون هذه وجهة نظري في عظماء كنت أظن أن المعاش سيحررهم من بيروقراطية الوظيفة ، وبطش القرارات ، لكن يبدو أنني كنت مخطئاً ، ويوماً وراء أخر اكتشف أن من تعود هذه البيروقراطية والنمط فى التعامل لسنوات لن يكون المعاش أو حرية ما بعد الستون سوى غلاف زائف .
رئيس الجمعية الدكتور سيد الخراشي ومنذ أن تولاها ، أخذ الجمعية في جهة المنظمة التابعة للوزارة ، نراه يتحدث عن الوزارة وكأنه رئيس شركة أو هيئة لا يزال فى الخدمة ، نحن لا نريده متطاولاً ولا هجاماً ، بل نريده صاحب وجهة نظر مستقلة ، وكيف لذلك أن يكون والرجل العملاق الذي تخطى الثمانون يخشى على مناصبه كمستشار وكعضو مجلس إدارة ، أكثر ما يخشى على ريادة الجمعية .
ولهذا راح يأخذ الجمعية لمنعطف الشيخوخة وعدم التجديد والابتكار ، وكأنها ليست منظمة مدنية مستقلة ، بل مؤسسة أشد حكومةً من الحكومة .
أما البقية الباقية ، فمنهم من يخشى على عياله داخل القطاع ، ومنهم من يخشى على طلباته من الوزارة التي لا تنقطع ، وكأن ريادة الرأي واستقلالية وجهات النظر ، عدو للسلطة الحاكمة داخل القطاع ، هم لا يريدون أن يبلوروا لنا أسلوباً جديداً يجمع بين هذا وذاك ، حتى جعلونا نراهم فى المكانة التي تجعلني أسطر هذا الكلام .
وإنه ليؤلمني أن أرى هذا الكيان لا يشيخ فقط ، بل يموت ، بعد أن كنت أرى له أحلاماً ، كانت بمثابة الذراع القوي للقطاع ، لو أن شيئاً منها تحقق .
وأرجو أن يسامحني أساتذتي في ذلك ، وخاصةً معلمي وصاحب الفضل الأستاذ هادي فهمي الأمين العام للجمعية وللرجولة في قطاع البترول لسنوات طويلة ، فقد تعودت منه أن أكون شجاعاً فى الرأي ولو حتى مرةً واحدة كلما سنحت الفرصة بذلك .