للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص…تؤلمني كغمد السيف ورمي السهم ووخز الرمح

كلمتين ونص…تؤلمني كغمد السيف ورمي السهم ووخز الرمح
كلمتين ونص..رئيس التحرير

الكاتب : عثمان علام |

09:43 pm 15/11/2021

| رئيس التحرير

| 2611


أقرأ أيضا: Test

تؤلمني كغمد السيف ورمي السهم ووخز الرمح
——————————————————
عثمان علام:
——————
حتى وقتٍ قريب كانت تستفزني حمية الكلمة وروعة الأبوة وحنين البنوة ولهيب الشوق ولوعة الفراق وحب المال والاقبال على الدنيا.
——————————-
لم يعد هذا ما يهمني ولا يستفزني ولا يحرك عندي ساكناً ، فما أصبو اليه بات شيئاً هزيلاً ضعيفاً بسيطاً ، وهو العيش في هدوء ، حيث لا أحد ينغص عليَّ حياتي ، أحمل ذكرياتي على كتفي أينما حللت ، أجعلها هي فقط من تحركني وتحكمني وتعيش لي وبي ، حتى الذكريات المؤلمة باتت لم يعد لها محل بخاطري ، فهي تؤلمني كغمد السيف في قلبي ورمي السهم في ظهري ووخز الرمح بجانبيَّ .
————————————-
إن أياماً كانت قاسية تحت لهيب الشمس وقسوة البرد وذل الفقر وعوز الحاجة لهي الآن أهون عليَّ من أيام يتساقط فيها رذاذ السقع فى الصيف ودفء النار في الشتاء ، ووفرة حفنة من المال وبعُد العوز ، وإن القلوب القاسية والنفوس الطاعنة ، والصراعات المبهمة ، في ما مضى ، لهي أقرب اليَّ الآن من قلوباً كنا نظن أنها محبة ، ونفوساً كنا نظن قربها وصراعات لم تعد تجدي .
——————————-
لقد مضى منتصف العمر ، والحيرة تشغل كل بال وتحير كل وجدان وتكسر كل قلب وتدشدش كل فؤاد ، ولم يعد حتى بمقدورنا الاختيار ، لكن حتماً هناك زاوية تنتظر وشعاع هناك موقد يجذب ، وركن بعيد يملأه الهدوء يتأهب وقلب مجروح ود لو جُبر وبعض الراحة تنادي ، وما أسرع التفكير في تلبية الندا .
———————————
إني لا أريد معاتبة دهر لا يلين لعاتب ، ولا أريد أن أطلب أمناً من صروف النوائب ، ولست ممتناً لشخصيات معقدة ولا لمواقف صعبة ولا لمصائب ونكبات ، ولا ظروفاً قاسية ولا لشيئ فيه الم ، فكل هذا وإن كان قد دفعنا لشيئ تفاديناه أو مطباً ردمناه أو طريق رممناه ، فقد كسر فينا شيئاً جميلاً ففقدناه ، وأضاع أحلاماً رغم بساطتها كانت ترسم البسمة على وجوهنا .
————————————————
ما ضاع قد ضاع ، وليس بعد رحيل المحبين من سبيل ، ومن الأجدر أحياناً أن لا يموت المرء ، وإذا كان طوقاً من نجاة قد بزغ ، فإن مسارعة الخطوة يجب أن لا تتأخر .
———-————————————-
أعلم جيداً أن العيش مجرداً من أشياء كانت بالأمس ثمينة غالية مورقة ، صعب المنال ، غير أن الأصعب العيش مع أحلام وأوهام كسرت أكثر ما جبرت ، وكان ألمها أشد وطأة من وخز السيف وطعن الرمح ، لهذا أحاول طيلة الوقت التجرد من الأشياء ومقاطعة ما يجعلني أمقت نفسي ولو بعد حين .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟