الكاتب : عثمان علام |
07:08 pm 15/09/2021
| 6005
منذ عام وشهرين عاد إبراهيم خطاب ليمارس عمله بوزارة البترول بعد انقطاع دام ثلاثة عشر شهراً ، ولا يمكن توصيف الظروف والملابسات التي احاطت به ، إلا أن هناك عين تراقب وترصد وتحسد وتوجه سهامها النارية له ، وهذا ليس اعتراضاً على الأقدار ، ولا طعناً فى المشيئة ولا رفضاً لعدله سبحانه ، ولكن حقيقة استشعرتها واثرت أن اكتبها في هذا اليوم .
فلا أذكر أن الرجل طيلة الشهور الماضية ومنذ أن عاد للقطاع قد شعر بالسعادة يوماً ، أو أنه ذاق الراحة أبداً ، فما بين مرض زوجته رحمها الله ومرضه هو ومرض بعض أفراد العائلة ، دار فلك إبراهيم خطاب .
قد لا يستشعر أحد تلك الظروف والملابسات التي أحاطت بالرجل ، وقد لا يدرك الكثيرون مرارة أن تودع من رافقك طيلة حياتك ، وقد لا يعي حتى الذين يظنون القرب منه ، كيف أنه أصبح حزيناً مكلوماً مفارقاً الخل الوفي ، هو وحده من يتجرع مرارة كل ذلك .
وأراه إن شاء الله صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله ، فجميعنا مفارق للحياة ، والفائز هو من أتخذ دنياه زاداً لأخرته ، ووضع الصراط تحت قدميه والجنة عن يمينه والنار عن شماله ورسول الله أمامه والقرأن فوق رأسه .
أما عن الموت ، فهو كأس كل الناس شاربه ، ونحن وإن كنا نبكي على فراق من نحب ، ونذرف عليه الدموع ، فليكن فراقه عظة وعبرة لنا ، لكن يحق لكل من فارق حبيباً أو صاحباً أو خليلاً أن يبكي ، وإن كان البكاء في بعض المواقف ليس بمقنعِ فالخطب أعظم قيمة من أدمعي .
أما كيف أعزي أو تعزون إبراهيم خطاب ، فعليكم بالدعاء له بالصبر والاحتساب ، ولزوجته بالرحمة والغفران ، ولآل بيته بالاعتصام بحبل الواحد القهار .
هذا عزاءكم له ، فهو لا يهوى المظاهر ولا يحاكي أحد في فرح ولا حزن ، ولو كان عكس ذلك ما كان إبراهيم خطاب .