للاعلان

Sat,23 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص…في يوم من الأيام

كلمتين ونص…في يوم من الأيام

الكاتب : عثمان علام |

06:17 pm 03/09/2021

| رئيس التحرير

| 3466


أقرأ أيضا: Test


لم يكن حبي وشغفي بالأغاني ، سوى ترجمة حقيقية وسمعية وبصرية وحسية للمطرب فقط ، لم أبحث عن الذين كتبوا وألفوا هذه الكلمات ، الحب كان يعني عبدالحليم حافظ ، وكيف لا وهو الذي كان ولايزال يشدو برائعة "فاتت جنبنا"، أو "مداح القمر"، وكل أغانيه حتى الوطنية منها ، كذلك الأمر بالنسبة لكوكب الشرق أم كلثوم ، سرعان ما لبثت أسمعها وهي تشدو "الحب كله"، و"الاطلال"، وهكذا فايزة أحمد ونجاة وميادة الحناوي وفريد وعبدالوهاب …جميعهم الآن يمثل المحطة التي أرسو عليها عندما يهفو القلب لما نسميه بالحب أو الشغف أو الإعجاب ، فأغنية واحدة كفيلة بأن تشعل فيك نار العشق ولهيب الشوق .
لم يكن بمخيلتي لسنوات أن هناك قصص وحكايات مأساوية جعلت شعراء مثل أحمد رامي أو محمد حمزه ، سطروا هذه الكلمات وأشخاص لحنوها حتى خرجت وجبة دسمة أشعلت فينا ذلك الحماس الافلاطوني تجاه سيدة أو وطن أو حتى موقف بعيد عن مواقف الحب والعشق .
مع مرور الوقت بدأت أُقلب في دفتر أحوال الشعراء وليس المطربين والمطربات ، فالأخرين رأيناهم على الشاشة بشحمهم ولحمهم ممثلين ومطربين ، أما الشعراء فظلوا فى الظل لا يعرف قصصهم إلا من يهوى علم الكلام أو اقترب منهم .
وربما كانت البداية في عام 2004 عندما قابلت "مصادفة" الشاعر الراحل محمد حمزة ، كان يكتب مقالاً أسبوعياً يرسله للأستاذ سعيد عبدالخالق رحمه الله في جريدة الميدان ، (وهي أول صحيفة مستقلة تصدر في مصر )وكنت أنا مشرف على صفحة الفن والتليفزيون ، سلمت عليه دون أن يتبادر لذهني أنه من كتب حوالي 37 أغنية للعندليب الأسمر ، وبالمصادفة أيضاً وأثناء استماعي لأغنية عبدالحليم "مداح القمر"، سمعت العندليب يقدمه ويقول: من كلمات الشاعر الشاب محمد حمزه …بعدها أدركت أن هناك شركاء يجب معرفة الكثير عنهم ، وفرحت أنني أعرف محمد حمزه ، أو هكذا كنت أظن .
وقبل الدخول فى التفاصيل ، فالشاعر محمد حمزه ولد في 20 يونيو 1940 وتوفي يوم 18 يونيو 2010 ، وألفَ اكثر من الفْ و200 أغنية ، وقد بدأ بكتابة الشعر الغنائي عام 1963 وذلك عندما قدمته المطربة فايزة أحمد من خلال أغنية "أؤمر يا قمر"، حتى وصل رصيده إلى 1200 أغنية عاطفية وشعبية ووطنية، تغنى بها عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وشادية و وردة الجزائرية وصباح ومحمد رشدي وعفاف راضي وعماد عبد الحليم وهاني شاكر وسميرة سعيد وغيرهم.

بدأت اهاتف الشاعر محمد حمزه واتسامر معه ، هو من هو وأنا من أنا ..أنا لا شيئ بينما هو الشاعر الفذ الذي رافق الكبار وعاش حياة الصخب وسط المطربين والمشاهير وعبر القارات وقابل الروؤساء والملوك .. بدأت أسأله وبكل سذاجه ، عن سؤال وجهه لي مدرس الأدب في صغري : ما معنى "قدك المياس ياعمري" ، وكيف أني فشلت فى الإجابة على السؤال ، فضحك كثيراً ، وسألني عن سني ، فاجبت وكنت وقتها أبلغ من العمر 25 عاماً ، فقال لي: هذه بوادر طيبة أن تعرف للأغاني معانيها .
وفي كل مرة كنت أقابله أطرح عليه معنى كلمات كتبها وتغنى بها مطربين كبار واستمعت إليها ولا أعرف معانيها ، وكان يجيب بكل حب وود ، خافضاً بذلك جناح الذل من الرحمة لشاب فقير الفكر والمال مثلي .
وقد سبق ذلك أنه في عام 1994 أستمعت لأول مرة لأغنية "في يوم من الأيام"، التي غناها عبدالحليم حافظ، وكتب كلماتها مأمون الشناوي ولحنها كمال الطويل ، أستمعت إليها عبر موجات إذاعة البرنامج العام ، وكنت فى السنة الأولى بالجامعة، فبحثت عن الأغنية وكان وقتها الكاسيت هو ملك الأسواق، فلم يكن هناك CD قد أنتشر ولا أي وسيلة من الوسائل الموجودة الآن لحفظ وتسجيل الأغاني ، وحصلت على شريط الكاسيت من إحدى منافذ شركة صوت القاهرة ، تلك الشركة الذي ظلت لسنوات منارة الفن في مصر ، فقد كانت تطرح أغاني العمالقة ، وأعترف أن هذه كانت المرة الأولى التي أشتري فيها أغنية لعبدالحليم ، فكل ما كنت أسمعه إما عبر الراديو أو عبر أغاني الأفلام في التليفزيون ، أما السواد الأعظم للأغاني التي كانت موجودة في بيتنا فكانت للشيخ ياسين التهامي بلبل الصعيد الذي ينشد لإبن الفارض وكل شعراء الصوفية.
ومنذ أن أشتريت هذه الأغنية وأنا أناجي بها محبوبي أينما وجد وفي كل زمان ومكان ، وكيف لا وهي التي شكلت وجداني العاطفي وأنا بكر الفؤاد ، وظللت أعيش حالة الهيام بهذه الأغنية حتى مللت منها ، لضعف الأمل في الإيقاع بالمحبوب أو لوجوده ، فبدأت أسمع لكاظم الساهر" أنا وليلى" و"فاتت جنبنا" لعبدالحليم، وعشقت ميادة الحناوي ورددت معها" مش عوايدك والحب إللي كان وأنا بعشقك ونعمة النسيان"…لكن لا أفارق "في يوم من الأيام".
واعترف بأنه لم يكن لي أي إرتباط بغير هؤلاء الذين ذكرتهم ، بل كنت أعتبر عبدالوهاب وأم كلثوم وفايزة ومحرم من المطربين الذين يغنون لكبار السن دون أن يلمسوا الحب الحقيقي لدى الشباب ، وكلما وجدت من يسمعهما كنت لا أستسيغ حتى الجلوس معه ، وهذا عكس الوقت الحاضر ، فأنا أستمع وأتذوق لكل هؤلاء.

نسيت …عندما ، قابلت الشاعر محمد حمزة رحمه الله ، وهو الذي كتب أكثر من 37 أغنية للعندليب، قلت له كم أحب أغنية "في يوم من الأيام" !!ياريتك يا أستاذ كنت كتبتها؟، وكيف لا وهي التي تقول : دانا كل طريق في عيوني..علمتـه بذكرى معاك …ورد محمد حمزه : لقد سبقني إليها مأمون الشناوي، فهي تجربة شخصية وقصة حب عاشها عبدالحليم بنفسه فخرجت أحاسيسه مع الكلمات التي سطرها مأمون ولحنها كمال الطويل.
وبعد مرور مايقرب من 27 عاماً على ذكرى هذه الأغنية لازلت أتذكرها وأتذوقها وأرددها وأحس حلاوتها، أُعيد بها ذكريات مضت، وأعيش بها حاضر أنا فيه، وأتأمل فيها مستقبل آت، اتأكل كلمات رامي وحمزه والفيصل ، وأقرأ شعر حافظ وشوقي ونزار .

وقد أخترت لكم بعض كلمات الأغنية ، والتي ربما تعيد لكم ذكرى كانت :

في يوم من الأيام

أنـا كنت هـواه وحبيبه..روحي وقلبي حـواليه.
———————————————-
لـو كان الدمع يجيبه ..كنت أبكي العمـر عليه.
—————————————
لا صوتي يسمعه ولا دمعي يـرجعه.
________________________
قسوة حبايبي مغلباني..إوعى يا قلبي تحب تاني.
______________________
وفين راح الشوق من قلبه والـرقة والحنية.
————————————-
إللي ح يتهنى بحبه لو يعرف يبكي عليه
——————————————
لا عـاد يـفـيـد ندم عليه ولا ألم
قسوة حبايبي مغلباني...إوعى يا قلبي تحب تاني.
—————————————-
وحياة حبك يا ناسيني...ياريت يا حبيبـي أنساك.
—————————————
دانا كل طريق في عيوني..علمتـه بذكرى معاك.
—————————————-
في يوم من الأيام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟