الكاتب : عثمان علام |
10:14 am 03/09/2021
| 4037
اعترف بأنني شخص عصبي وامتلك طريقة غريبة في رد الفعل ، لكنها طريقة غير مؤذية ولا تضر أحد غيري .. فأنا أغضب داخلياً وامرض داخلياً وأصاب بكل الأعراض التي يصاب بها شخص عصبي عادي داخلياً ، ونتيجة ذلك أنني امرض ويطول تعبي ربما لشهور .
مع نهاية عام 2019 ظللت قرابة الستة أشهر أشعر بأعراض غريبة ، أنام فلا اقوى على الاستيقاظ واستيقظ فلا أقوى على النوم ، أجلس فلا أقوى على النهوض وأنهض فلا أقوى على الجلوس ، يخاصمني شعور الجوع وكذلك الشبع أيضاً .. أطراف اصابعي تتحرك بلا شعور ، افقد التحكم في حركة اليدين والقدمين ، القيادة كانت نوع من العذاب إذا اضطرتني الظروف للخروج ، أركن على جانب الطريق عدة مرات في الكيلو متر الواحد ، اتمالك نفسي ثم اسير عدة أمتار لتعاودني حالة فقدان القدرة على الإمساك بعجلة القيادة .. ومن يعرف ذلك !.. انا الوحيد الذي يعلم علته .
كانت هذه هي المرة الثانية التي اصاب فيها بهذا المرض الذي لا اعرف عنه شيئ حتى الآن .. فى المرة الأولى كنت في الثلاثين من العمر ، وبعد عشرة أعوام عاودتني نفس الأعراض ، اضطررت لاستشارة بعد الأصدقاء ، البعض شخصّ لي هذه الأعراض بأنها اعراض نفسية يصاب بها أولئك الذين يكتمون كل شيئ داخلهم ، الذين لا يستطيعون البوح بأسرارهم لأحد "أياً كان هذا الأحد"، …نصحني صديق بتناول بعض الأدوية ، لكن مفعولها لم يكن على قدر التعب ، نصحني بعد ذلك نفس الشخص باللجوء لشيخ من أصحاب الكرامات ، وفعلت وبعد جلستين من العلاج اكتشف هو أنني مسحور ومحسود ، وكتب لي روشتة علاج عبارة عن "ورد من القرأن الكريم"، وداومت عليه لأيام طويلة ، وشعرت براحة بعض الشيئ ، لكن أحد الاطباء قال لي: مشكلتك الحقيقية أنك قد ترى منامات وأحلام وتواجه مشكلات ولا تبوح بها لأحد ، عليك أن تحكي واذا لم تستطع الحكي عليك أن تكتب همومك على ورقة وتقطعها لاحقاً ، هذا تنفيس عما بداخلك ، فعلت ذلك ولكن كتابة فقط ، وبعد فترة توفقت بعد أن وجدت انني من الممكن أن استهلك كل يوم أكثر من 2 كيلو ورق ومحبرتين .
ويبدو ان ما افسده الدهر لن يعالجه الورق ، فأنا لازلت أغضب وأحزن واكتم كل ذلك ، ولازلت أرى منامات وأحلام وأواجه الأوهام ، واكتم ذلك أيضا ..ألم اقل لكم انني شخص مسير في كل أمور نفسي ..شخص متعب لكل من حوله..العشرة معي قد تحتاج لنوع من التضحية ، من الحب ، من الصراع مع شخصي أنا ، وكأنه كُتب عليَّ قول الشاعر : ولترحم الدار لا توقظ مواجعها ..للدار روح كما للناس أرواح