07:00 pm 18/11/2016
| 1342
لم يُعرف عن يحي شنن وهو علامة بارزةً من علامات قطاع البترول إلا أنه الإنسان المؤمن ، ذلك الخطيب القائد البارع قد يكون أصابه بعض الظلم ، ولسنوات قليلة لم أكن أراه ، ومصادفةً قابلته ، رأيته صابراً محتسباً ملقياً بكل ما أصابه على الله الذي أوقعه في محنة فكانت منحة ، منحة أكتشفها هو بنفسه عندما يجد من يصفقون له ويقابلونه بكل حفاوة عندما يشاهدونه في أي مكان ...التقيته أول مرة عندما طلب منه المهندس سامح فهمي وزير البترول الأسبق تأسيس شركة النيل للتسويق ، كانت دعوته لي ليست على عشاء أو غداء ، وإنما كانت لسماع خطبة الجمعة التي يؤم الناس فيها ، ومضت الأيام حتى شيد وأسس النيل ، ويعلم الله أنه كان حريصاً كل الحرص على أموال الشركة ، فكان يرفض الإقامة في الفنادق عندما يذهب لأسيوط ، وسرعان ماعُين رئيساً لأكبر شركة تسويق "مصر للبترول" ، وكافح فيها ، وأمضى بها عدد من السنين ظهرت آثار مجهوداته فيها...وأعترف أن فضولاً صحفياً جعلني أكتب ماوقع في يدي ضد يحي شنن ، ولم أراعي في ذلك صداقة أو قرب من الرجل ، وعندما أفقت قلت أنه كان ضحية لشلة غررت به وبغيره ، لكن قد يكون ذلك بعد فوات الأوان ...ولم أكن أتصور أن يحي شنن لم يتغير ، فوجدته كما هو على العهد ، الإنسان القائد المؤمن ، باسطاً يديه بالسلام لكل الناس ، حتى للذين أساءوا اليه وأنا واحد منهم ، شيئ يدفعك للخجل حتى من نفسك ، فكيف لي أن أهاجم إنسان وأنا أعرفه أكثر من غيري حتى لو كان ذلك من واقع الأوراق !!! كيف يقطر القلم كلمات كالسم بحق رجل حافظاً لكتاب الله ؟ كيف لي أن أُزيد من آلامه وهو المكلوم ...لقد وجدت نفسي في صراع هل أكتب هذه الكلمات أم لا ، لكن كان عليّ أن أكتبها ، أكتبها حتى لو مضى حين من الدهر ، فرجل بمثل هذه الأخلاقيات لايجب علينا إلا أن نقول له : عذراً يحي شنن!!!!