الكاتب : عثمان علام |
08:42 pm 21/08/2021
| 3591
عليك أن تدرك أن بلاءات الدنيا سواءً كانت مرة أم حلوة فإنما هي كخرقة صقل اتيحت لنا لكي ننظف بها نفوسنا فنحيلها شفافة صافية براقة ، إياك أن تَذهب الرزايا بصفاء روحك فتجعلها سوداء مكداة ، وإياك أن تجعل الخطوب من حياتك نفقاً ضيقاً ومظلماً ، ما أكثر الذين أعيتهم الحياة لكن شقائهم النفسي وقدرة مزاجهم قد احالا الدنيا بنظرهم إلى ما هو أسوء من خطوبها .
إن الامل بالخلاص من الشقاء والتعب حلو مذاقه ، وفقدان الأمل مر مذاقه وآمال الدنيا بحلوها وبريقها هي كذلك ايضاً ، ومهما ركضت وراء آمالك فإنها سوف تفر منك فرار الظل من السعي إليه وإن اعرضت عنها تبعتك لا محالة .
لا تسر تحت الشمس بكأس من جليد فلابد أن يذوب وتفقده ، ولا تمني جسماً فانياً صنع من التراب بآمال عريضة لا قِبل له بها فإن العمر لابد إلى نهاية ، وإن الجسم ليبلو ولما تدرك آمالك العريضة ، والربيع الأخضر لاشك متبوع بخريف أصفر ، وكل مُلك زائل ، وكل مَلك سيكون صاحب لحد يوماً .
أليس من الأفضل أن ترى في محنة هذه الدنيا فضاءً تملأه الأنوار ، بحُسن الصحبة ، فمن كان له رفيقاً يؤنسه فقد أمن من بحار الغم ، وإن صاحب كل امرئ ما يعبده ، فمن كان يعبد ميتاً فلن يكون نصيبه من الصحبة سوى القبر والدفن ، ومن كان يعبد حياً فإن غياهب الحياة وكروبها وآلامها لا تختلف عنده عن الرياض والبوادي .
#للاشتـــراك_فـــي_قنـــاة_المستقبـــل_البتــــرولي_علي_اليوتيـوب
https://www.youtube.com/channel/UCX0_dxgnzuKWZhfjljA8V6A
من وصايا الصديق