للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص…الجيولوجي الأديب علاء البطل

كلمتين ونص…الجيولوجي الأديب علاء البطل

08:41 pm 01/08/2021

| رئيس التحرير

| 4434


أقرأ أيضا: Test

 

لا أذكر أنني زرت مرة الدكتور علاء البطل في مكتبه ، الذي تعدد وتنوع باختلاف المواقع الذي تولاها ، فقد ترأس بدر الدين وعجيبة ونيابة الاستكشاف بهيئة البترول ، ثم رئيساً لشركة جنوب الوادي القابضة للبترول ، إذاً بات الرجل يحمل سيرة ذاتية حسنة وكريمة وهي كفيلة لأن تشفع له في أحاديث الناس عنه ، فلولا ما يحمله علاء البطل من نية صادق وعمل دؤوب وجهد مبذول لما تقلد كل ذلك والبقية تأتي بإذن الله ، فالله يختار من يشاء لأي منصب .

 


وعلى الرغم من تميز الدكتور علاء البطل في العمل الفني الذي يخص تقنيات وصناعة البترول والتي لا أعرف عنها شيئ ، إلا أن أهم ما يتميز به "من وجهة نظري على الأقل "، هو ذلك الحب الذي يتمتع به في كافة المواقع التي تولاها ، وهذا شيئ لا يصطنع ولا يمكن أن يجره الكرسي ولا توجده السلطة ، ربما هو ذلك الحبل الموصول بينه وبين الناس على الدوام .

 


وإذا اردت أن تتأكد من ذلك فعليك مطالعة سيرته في بدرالدين ، وفي "عجيبه "الغريبة عنه ، وفي هيئة البترول ، ثم في جنوب الوادي التي باتت تشهد طفرة أكثر من ذي قبل ، وليت السنوات العجاف التي سبقته وتلت المهندس الشيمي ، كان "البطل" حاضراً ، ريما كان الحال في جنوب الوادي أفضل بكثير .

 


ثمة أمر قد يجهله البعض ، هو الجانب الثقافي والأدبي الذي يتمتع به علاء البطل ، فما يربط بيني وبينه هو ذلك السرب الأدبي الذي نتذوقه معاً عند الحديث هاتفياً ، والذي لا ينطوي على شيئ إلا على أشعار شوقي وحافظ ومأثورات الصوفية وجلال الدين الرومي وخواطر الشيخ الشعراوي ، ثم حب الوطن والعمل من أجله .


واعترف أنني اصبت بالذهول بعض الشيئ عندما وجدت مستخرجي الزيت والغاز وحافري الصحراء ، يملكون موهبة القراءة والانكباب على الروايات والقصص ، فكنت أظن ان الرياضيات حجرت عقولهم وأخذتهم لمنطقة أخرى ، فما عاد لديهم الوقت ولا الموهبة حتى يقراءون ويطالعون ويغذون أرواحهم من علم الكلام .


وقد اكتشفت قلة داخل قطاع البترول مثل الدكتور علاء البطل ، غير أنها قلة مؤثرة ، ولا أعلم كيف يجمعون بين علم الخرائط والجيولوجيا والخزانات والآبار والخطوط  ، وعلم الشعر والنثر والأدب !

 

لكن عندما قلبت في صفحات العظماء ، وجدت أن معظم من قالوا الحكمة كانوا من الدارسين للعلوم العلمية ، ولا أدل على ذلك من الدكتور مصطفى محمود ، الذي حولته جثث الموتى التي كان يشرحها ويضعها في الفورمالين ، لكاتب وأديب وفيلسوف وشاعر وحكيم ، وهكذا أحمد خالد توفيق ، الذي ولد يوم أن مات .


ربما التبحر فى العلم يزيد التجربة قوة ويجعلها رصينة فى الأذهان ، ويدفع صاحبها للتفكر والتدبر والتأمل والاتعاظ ، وهذا ينطبق على البطل وأشباهه ، أكثر من الذي يدرس القشور ، وهم كثيرون أمثالي .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟