عمراً من الزمان ورئيس نقابة البترول السابق محمد سعفان يحلم بتوحيد اللوائح وتقريب الفوارق بين شركات قطاع البترول، حلم أستمده من وزراء سابقين ظلوا أيضاً يحلمون دون أن يتخذ واحد منهم قرار لا برفع المخفوض ولا بخفض المرفوع، وظلت في عهودهم وعهود تلت عهودهم الشركات التي تعمل هي التي لاتقبض، بينما الشركات التي لاتعمل هي التي تقبض.
وتجدد الحلم على أيدي النقابيين هذه الأيام، وكأنهم دخلوا في سباق على شباك التذاكر، كلاً منهم يريد أن يجني جماهيرية أكثر على جثث وأحلام البسطاء، شو إعلامي وتصريحات وردية يطلقونها بالليل، وعندما يشق قرص الشمس طريقه للظهور تتبخر الأحلام، لتحل محلها طلبات المنادين بتوحيد اللوائح أنفسهم "نريد تعيين أبنائنا في شركات ما"، لم نسمع أن أحدهم قاتل حتى يعين إبنه أو بنته في مصر البترول أو الشركة العامة أو الجمعية، عيونهم دائماً على الإستثماري، وليس كل الإستثماري، ولكن من يمنح البركة حالاً، وإلا حلت اللعنة حالاً على من يرفض طلباتهم.
وأنا أسأل صديقي السيد عادل رجب رئيس نقابة البترول: أنتم تريدون توحيد لوائح الشركات التابعة ل"إيجاس"، فهل ستكون لائحة تاون جاس وغاز القاهرة كلائحة جاسكو وخدمات الغاز والفرعونية؟،- وهل تريدون الوقوف عند لائحة معينة بحيث ينزل إليها من هو فوقها ويصعد إليها من هو تحتها؟
أنا أرى أن رئيس النقابة قد غُرر به في هذه القضية إن كانت حقيقية من شلة نقابيين إتخذوا من ذلك طريقاً لإحياء أنفسهم بعد الممات، حتى ماتأملونه في توحيد لوائح الشركات الأربعة" بتروتريد وصيانكو وبوتاجسكو وإبسكو" أمر يحيط به الغموض، وستثبت الأيام أنه كان مجرد صحوة عنترية لاتعدو كونها حبر على ورق، جلسات نتكلم كثيراً فيها ونحكي أكثر ولا تنفيذ، وإن كنتم فعلاً تريدون التنفيذ، فعودوا إلى محاضر إيجاس أيام محمد سعفان وخالد عبدالبديع، فقد وضعوا عشرات البنود لتطبيقها، وأنفض المولد بلا حمص للعاملين بل بلح للمنادين...سعفان أصبح وزيراً وعبدالبديع ذهب إلى حيث الدولارات في ميدتاب!!
أتركوا القطاع في حاله، ولا ترفعوا سقف مطالب العمال دون قدرة على التنفيذ، حتى لا ينقلب السحر على الساحر، فالبلد ليست في حاجة إلى زعيق وعويل دون جدوى!!
