إن أعظم القرارات والإستجوابات وطلبات الإحاطة لن تعيد شركة واحة باريس للمياه المعدنية إلى ماكانت عليه قبل أقل من عامين.
لقد أستطاع عبدالرحيم محمود الرئيس الأسبق للشركة أن يزرع الجسور قبل البذور، ويصنع السلام قبل الوئام، والصداقة قبل الإنتاج، فهتف له الجميع، العمال في المصنع والموظفون في الإدارة حتى السائقون على محافلهم، والمقاولون في مكاتبهم رددوا إسم رئيس الشركة الأسبق .
لقد رأيت بذور المانجو تنمو في الصحراء في ذلك العهد، ورأيت أشجار النخيل تعتنق الرمال لتكبر فتعانق السماء في عهده، وعندما أكتملت له أركان المحبة من الجميع بما فيهم الأرض الصحراء الجرداء، وعندما بات الكل يهتف بإسمه، نمت الشركة وأرتفع طموح من فيها مضت في طريقها للنجاح.
إن ملايين الكراتين من المياه أنتجتها الشركة في عهد عبدالرحيم محمود بعد أن كانت آلاف معدودة لم تشفع له أن يظل في الشركة، إن محبة العاملين وعناقهم والإجتماع بهم على طاولة التراب لم تذكيه في أن يظل مكانه، بل إن آلاف الكيلومترات التي كان يقطعها أسبوعياً بالسيارة لتفقد أحوال المال والاعمال في الشركة لم تدفع قيادة واحدة في وزارة البترول لأن تكافئ هذا الرجل على عمل قدمه دون أن يأخذ مليماً واحداً على هذا الجهد الإضافي...لقد تركوه وعندما أصبحت واحة باريس عسلاً سائغاً أعطوها لغيره، وليته أكمل ما بدأه أو أنجز غيره.
لقد كانت وشاية مضللة تلك التي قام بها أبو بكر ابراهيم رئيس جنوب الوادي القابضة للبترول السابق لشخص عبدالرحيم محمود، وللأسف سمع له وزير البترول السابق وأقاله وعاد إلى بيته جاسكو وهو فرح مسرور بما قدم بينما نحن جميعاً في قمة حزننا على ماسيحل بالشركة من بعده، وقد كان.
مئات بل آلاف النماذج كلها رئيس واحة باريس الأسبق، عملت وتعبت وكان في إستطاعتها العمل أكثر وأكثر، لكن القرارات لا ترحم، قرارات ربما أراحت هؤلاء القيادات وأبعدتهم عن الضغوط لكنها أتعبت الكيانات وأفلستها وأرجعتها للوراء.
كنت أتمنى أن يعود مجلس النواب "وهو يناقش أزمة واحة باريس بأعتبارها نموذجاً كان من المفترض أن يظل ناجحاً"بالذاكرة الى أيام رئيس الشركة الأسبق، ليرى أن الأشخاص بحسن نياتهم وبقوة أعمالهم وبمد يد السلام مع غيرهم لهم قادرون على العطاء، كنت أتمنى أن يأتوا بمن أخطاءوا بحق هذا الرجل ويحاسبوه بدلاً من البحث عن فضيحة لقطاع البترول تحت القبة والسلام!!!!